باحثة أميركية: على إدارة بايدن حث تركيا للتفاوض مع الإدارة الذاتية

واشنطن – نورث برس

دعت باحثة أميركية، الأربعاء، إدارة الرئيس جو بايدن لحث تركيا على التفاوض مع الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، ووقف حالة العداء.

وتعادي تركيا الإدارة الذاتية بحجج تنفيها الأخيرة، ورغم أن القائد العام قوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي، أبدى استعداده للحوار مع تركيا إلا أن الأخيرة ترد بقصف متكرر لشمالي سوريا مخلفة دماراً كبيراً في البنى التحتية، وضحايا بالمئات.

وقالت أوزاي بولوت، وهي باحثة لدى مركز “فيلوس بروجيكت” الأميركي لنورث برس: “ينبغي على إدارة بايدن إقناع تركيا بالتفاوض مع الإدارة الذاتية ووقف العدوان العسكري التركي”.

وأضافت: “لا يمكن حل المسألة الكردية في الشرق الأوسط إلا من خلال الاحترام المتبادل والاعتراف بين الأتراك والكرد”.

وألمحت بولوت لأزمة داخلية تركية، وقالت: “تركيا في حالة حرب حالياً أو تهدد بالحرب مع جميع جيرانها تقريباً، إذ أنها تقصف بانتظام الكرد في العراق وسوريا”.

وكما أنها منذ عام 2020 إلى عام 2023، ساعدت أذربيجان على استكمال الإبادة الجماعية ضد الأرمن في جنوب القوقاز، كما هددت بغزو الجزر اليونانية في بحر إيجه حيث تدعي الحكومة زوراً أن هذه الجزر تابعة لتركيا، وفقاً لـ بولوت.

مضيفةً أن حكومة أردوغان دعمت تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في يوريا والعراق، “دعم الحكومة التركية لداعش موثق جيداً”.

وأرجعت الباحثة العدوان العسكري التركي إلى “هوس” تركي بإحياء الإمبراطورية العثمانية، ونظرة قومية متشددة للتركية إذ ترى أن من هم غير الأتراك أقل شأناً، وكلف ذلك آلاف الضحايا.

وقالت بولوت: “ينبغي لتركيا أن تتخلى عن هذه العقلية العنصرية الداعية إلى الحرب”، ورأت أن الهجمات على الإدارة الذاتية و”قسد” لن تؤدي سوى لتمكين التنظيمات المتشددة وإحياء “داعش”.

ومنذ مطلع الأسبوع الجاري، قصفت تركيا نحو 50 موقعاً في شمالي سوريا، منها محيط سجن علايا الذي يحوي على عناصر تنظيم “داعش”، وتسببت القصف بفقدان حياة وإصابة عشرات المدنيين.

من جهة أخرى قالت رئيسة المفوضية الأميركية للحريات الدينية سابقاً، نادين ماينزا: “لقد أذهلني أن تركيا استهدفت في يوم عيد الميلاد منشآت مدنية (…) في ظل صمت من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي”.

وأضافت لنورث برس: “يمكن لتركيا أن تتظاهر بأنها “تقاتل حزب العمال الكردستاني”، لكن الحقائق تقول خلاف ذلك. لقد استهدفوا المدنيين، وهو جريمة حرب”.

وقالت: “بالطبع لا يمكن تجاهل حقيقة أنهم قصفوا المناطق السريانية الآشورية في يوم عيد الميلاد أيضاً”.

وحمّلت مسؤولية الهجمات لصمت المجتمع الدولي، وقالت إن “أردوغان يستطيع تنفيذ الهجمات لأنه يعلم جيداً ردة فعل المجتمع الدولي والولايات المتحدة”.

محذرة من الصمت حيال ممارسات تركية، ورأت أن ردة فعل المجتمع الدولي وتساهله لإفلات تركيا من العقاب يعطيها الجرأة لارتكاب جرائم حرب، واستمرار الصمت “سيخلق فراغات في الحكم والأمن سيملأها الإسلاميون والميليشيات الإيرانية”، وفق قولها.

أملت ماينزا وقوف الولايات المتحدة مع شمال وشرق سوريا، وإظهار إرادة حقيقية لردع تركيا دبلوماسياً واقتصادياً.

إعداد: هديل عويس – تحرير: أحمد عثمان