تهجير وزعزعة للاستقرار.. بنى تحتية أهداف لتركيا في شمال شرقي سوريا

غرفة الأخبار ـ نورث برس

شدد مسؤولون في مؤسسات خدمية في شمال شرقي سوريا، على أن تركيا تهدف من قصفها واستهدافها المتكرر للمنطقة وتركيزها على البنى التحتية والمنشآت الخدمية، زعزعة أمن واستقرار المنطقة وبالتالي تهجير سكانها.

وتستهدف تركيا منذ ثلاثة أيام المنشآت الخدمية والصحية في مناطق شمال شرقي سوريا، وبلغ عدد الضربات 55 ضربة حتى الآن، أسفرت عن دمار كبير في البنى التحتية والمنشآت الخدمية في تلك المناطق، وضحايا من المدنيين.

قصف تركي يحول مركزاً طبياً في كوباني إلى دمار – نورث برس

ليست الأولى

وهذه الاستهدافات ليست الأولى خلال العام الجاري، فقد سبقها في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قصف تركز أيضاً على البنية التحتية والمنشآت الخدمية تسبب بانقطاع الكهرباء وكافة المحروقات عن سكان شمال شرقي سوريا.

واستهدفت تركيا خلال قصفها في المرتين، محطة السويدية في ريف ديرك/ المالكية أقصى شمال شرقي سوريا، وخرجت المنشأة الوحيدة التي تغذي المنطقة بالغاز والكهرباء، عن الخدمة بشكل كامل.

وحول ذلك قال أكرم سليمان، الرئيس المشارك لمكتب الطاقة في إقليم الجزيرة، لنورث برس: “في 5 أكتوبر، استهدف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعدوان همجي وغاشم المنطقة، وبينه للرأي العام الدولي عن طريق وزير خارجيته، بأنه سوف يقصف جميع مصادر الطاقة والبنى التحتية لكامل جغرافية شمال شرقي سوريا”.

وأضاف سليمان: “كما يعلم الجميع بأن هذا يعتبر من جرائم الحرب وفق القانون الدولي”.

وأشار إلى أنه في ذلك القصف، “تم استهداف حوالي 11 موقعاً تابعاً لمؤسسة الكهرباء، ومن ضمنها أيضاً محطة توليد الكهرباء السويدية، وصل حجم الضرر في المنظومة الكهربائية على مستوى إقليم الجزيرة لحوالي 50 بالمئة”.

فقد تم تدمير محطات التحويل في مدن الحسكة عامودا تربسبية القامشلي، بشكل شبه كامل لمحطات التحويل، بالإضافة لتدمير العنفات الغازية ومحطات تحويل القدرة في منشأة السويدية”.

خطورة الاستهداف

وتأتي خطورة القصف على محطة السويدية، من وجود خزانات للغاز السائل المضغوط، “وصول القصف إليها كان كفيلاً بأن يتسبب بكارثة إنسانية كبيرة جداً، فانفجار هذه الخزانات كان سيتسبب بكارثة وتفجيرٍ بقطر 5 كم وتدمير القرى والسكان الموجودين بالقرب من هذه المنشأة”.

وأضاف المسؤول: “نحن الآن في قطاع الكهرباء نعيش في أصعب وأكبر أزمة نمر بها منذ حوالي أكثر من 11 عاماً نتيجة التدمير الممنهج من المسيرات التركية. والنتيجة الآن جميع مدن وبلدات وأرياف إقليم الجزيرة تعيش في حالة من العتمة التامة، لا يوجد كهرباء لتخديم المؤسسات الخدمية الاستراتيجية من المشافي والمطاحن والأفران العامة وآبار ضخ المياه”.

وخلال الفترة الماضية ونتيجة الاستهداف التركي، أضر انقطاع التيار الكهربائي بنحو 2 مليون نسمة بشكل مباشر. أما بخصوص قطاع البترول والغاز فإن حوالي 5 ملايين نسمة تضرروا من نقص هذه الخدمات وتسبب الاستهداف بعدم توفر مادة المازوت التي كانت تقوم بتخديم المولدات التي تغذي الأحياء بالكهرباء”.

أضرار كبيرة بمعمل السويدية لإنتاج الغاز بريف ديرك نتيجة قصف تركي – نورث برس

ومعمل السويدية هو الوحيد على مستوى شمال شرقي سوريا لإنتاج الغاز المنزلي، وكان ينتج يومياً 500 ألف متر مكعب من الغاز النظيف ويتم توريده إلى العنفات لتوليد الطاقة الكهربائية، بحسب ما قاله عكيد عبد المجيد، وهو مدير معمل غاز السويدية.

وأضاف في تصريح سابق لنورث برس، أن تركيا باستهدافها للبنية التحتية في المنطقة، “تهدف لتجويع السكان وفتح الباب للهجرة لإفراغ المنطقة من سكانها الأصلين وزرع الخوف والرعب في صفوفهم، والقضاء على التجربة الديمقراطية المتمثلة بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”.

وأحصت هيئة الاقتصاد في إقليم الجزيرة، عدد الضربات التي أطلقتها تركيا في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وأشارت إلى أن “الضربات كان عددها 582 في عموم شمال شرقي سوريا، من بينها 104 ضربات تركزت على المنشآت الحيوية والنفطية والخدمية والإنتاجية”.

تحرير: معاذ المحمد