القامشلي.. أراض مهجورة لمزارعين في دائرة الاستهداف التركي
ديرك ـ نورث برس
منذ سنتين لم يستطع محمد حجي حميد، (80 عاماً)، وهو من سكان قرية كردمية شمال بلدة ديرك، بالقرب من الحدود التركية، الوصول إلى أرضه البالغ مساحتها 80 دونماً، بسبب القصف التركي.
ويواجه مزارعو القرى الحدودية في مدينتي ديرك وكركي لكي، أقصى شمال شرقي سوريا، صعوبة في الاقتراب من أراضيهم الزراعية.
فالمزارعون معرضون لخطر الاستهداف من قبل تركيا، وهو ما يزيد وضعهم سوءاً خاصة أنهم يعتبرون تلك الأراضي مصدر دخلهم السنوي.
ويتكبد مزارعو قرى كردميه وحاج مطري وحبل حوا وقرص ديب وعين ديوار، في ديرك، خسائر تقدر بالملايين سنوياً، لعدم استطاعتهم الوصول إلى أراضيهم، خوفاً من الاستهدافات والقصف التركي،
ويشدد حجي حميد، في حديث لنورث برس، على أن خطورة تلك الأراضي القريبة من الحدود مع تركيا، وصلت لدرجة أن تكون “منطقة محظورة”، ويشير أيضًا إلى أن بعض أراضي القرية تعبر الجدار الحدودي.
ويضيف: “عزوف المزارعين عن حراثة وزراعة تلك الأراضي، يزيد من معاناتهم الاقتصادية ويتسبب لهم بخسائر تقدر بالملايين”.
وبصعوبة يواجه المزارعون العديد من التحديات خلال موسم الزراعة الحالي، وهذا ما تم الكشف عنه من خلال مسؤول في مكتب الزراعة والري في مدينة كركي لكي.

ويقول منير جميل عبدال وهو مسؤول في مكتب الزراعة والري في المدينة، إن الزراعة في شمال شرقي سوريا “بوضع جيد وفي تطوير مستمر”.
ويستدرك في حديث لنورث برس: “لكن هناك بعض التحديات بخصوص القرى الواقعة بالقرب من الحدود التركية، حيث يواجه المزارعون مخاطر الاستهداف والقصف التركي، وذلك من وقت حراثة الأرضي وحتى جني المحصول، بالإضافة لبعض الحرائق التي تندلع في كل سنة في الأراضي المجاورة للسياج مع الدولة التركية”.
ويشير المسؤول إلى أن تركيا “تزيد من انتشار حشرة السونة، التي تضر بالمحاصيل الزراعية بشكل كبير، وترسلها للأراضي القريبة من الحدود”.
ويضيف “عبدال”: “ليس لدينا إمكانيات كبيرة لمكافحة هذه الحشرة ودفع هذه المشكلة بالشكل المطلوب”.
ويشدد المسؤول على أن زراعة الأراضي في القرى الحدودية، وأخطرها: “بانوكيه، دلافي كرا، سرمساخ وحياكه في ريف بلدة كركي لكي”، “صعبة جداً”.
ويوضح “عبدال”، أنه ورغم سلمية سكان تلك القرى، “إلا أن تركيا تواصل زرع الخوف والقلق بين المدنيين. لذا يبقى 30% من المساحة الإجمالية في تلك القرى في دائرة الخطر ودون زراعة”.