“توقيف الخسارة مربح”.. بيع أصحاب الحافلات لمركباتهم يزيد أزمة المواصلات في درعا
درعا ـ نورث برس
انطلاقاً من فكرة “توقيف الخسارة مربح”، أقدم غسان على بيع حافلته لنقل الركاب، والتي يمتلكها منذ أكثر من 15 سنة.
وفكرة غسان البكر (47 عاماً)، وهو أحد أصحاب الحافلات في درعا، جاءت بعد زيادة أعباءها مقارنةً بالدخل الذي يأتي من خلالها.
فأعباء الصيانة وارتفاع أسعار قطع التبديل تفاقمت بما لا يتناسب مع ما يجنيه من عمله على حافلة من طراز هوندا H100، على خط كراجات درعا.
تكاليف الصيانة
يقول “البكر”، لنورث برس، إن الحافلة بحاجة لصيانة شهرية بما لا يقل عن مليون ليرة سورية، بعد الارتفاع الكبير في أسعار قطع التبديل، حيث “يصل سعر طقم كوليات الفرام إلى ما يقارب من 200 ألف ليرة سورية، وأجرة تركيب 50 ألف ليرة سورية، والحافلة بحاجة إلى تبديل الكوليات كل 15 يوم مرة”.
بالإضافة إلى أن الحافلة تحتاج إلى تبديل زيت ومصافي في الشهر مرة واحدة على الأقل حيث أصبحت تكلفتها في هذه الأيام “ما لا يقل عن 250 ألف ليرة سورية”.
فضلاً عن الأعطال التي قد تحتاج إلى صيانة خلال الشهر، كـ”الكشف على الخراطيم والعجلات، والرشاوى المقدمة لشرطة المرور بما لا يقل عن 10 آلاف ليرة يومياً تجنباً للمخالفات”، بحسب “البكر”.
وأشار “البكر” أن ثلاثة سائقين آخرين يعملون على ذات الخط، أقبلوا خلال الأيام الماضية، على بيع حافلاتهم حيث يتم شراءها من أشخاص من مناطق أخرى، “وذلك ينذر بتفاقم أزمة المواصلات مما كانت عليه سابقاً”.
وحمل “البكر” مسؤولية أزمة المواصلات التي تشهدها محافظة درعا، إلى للدوائر الحكومية.
وأشار إلى أنه “لا يتم تقديم التسهيلات للحافلات للعمل من خلال مراقبة أسعار تجار قطع تبديل السيارات حيث يتم البيع بأسعار مرتفعة جداً بحجة عدم استقرار سعر صرف الدولار، أو تأمين مازوت بأسعار مدعومة بكميات كافية”.
وبحسب أحد السائقين الذين يعملون على خط الضاحية ـ الكراج الجديد، أشار إلى أنه “قبل شهر تقريباً كان عدد الحافلات التي تم بيعها 9، لكن اليوم بعد أن عمل أصحاب أربعة منها على بيعها لم يتبق سوى 5 حافلات، تعمل على الخط”.
الأزمة في ازدياد
يتخوف أنيس الشعابين (23 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد طلاب الجامعة في مدينة درعا، من تفاقم أزمة المواصلات.
ويضطر “الشعابين” وهو من سكان منطقة الضاحية في مدينة درعا، للخروج من المنزل الساعة السادسة والنصف صباحاً، حتى يصل إلى الجامعة في الوقت المناسب، رغم أن المسافة لا تتجاوز الـ3 كم فقط.
وتعرف منطقة الضاحية بأنها تجمع سكاني كبير وهي بحاجة إلى عدد كافٍ من الحافلات لتستطيع نقل الركاب إلى داخل المدينة في فترتي الصباح وبعد ساعات الظهيرة، حيث يكون هناك أزمة خانقة.
ويشير “الشعابين”، في حديث لنورث برس، إلى أن زيادة الأزمة بسبب “توجه العديد من أصحاب الحافلات إلى بيعها”.
ويقترح الطالب، أن يتم تجاوز الأزمة ومساعدة السكان، عن طريق تأمين حافلة نقل داخلي واحدة على الأقل، خلال ساعات الذروة، “لكن المعنيين رفضوا هذه الحلول بحجة عدم توفر آليات”.
واختارت إلهام العمري (40 عاماً) وهو اسم مستعار لإحدى المعلمات في منطقة درعا المحطة، أن تخصص حديثها عن أزمة المواصلات دون أن تتطرق للتكاليف المالية المترتبة عليها وانخفاض أجور المعلمين.
ورغم أن منزل “العمري”، الذي يقع في درعا البلد، لا يبعد عن المدرسة مسافة تبلغ أكثر من 2 كيلو متر، “إلا أن المنطقة الجغرافية بين المنطقتين تجعل من السير على الأقدام صعباً بسبب وجود وادٍ يفصل بين المنطقتين”.
وقبل أسبوعين، باع أصحاب حافلتين مركباتهم، وتعمل على خط درعا البلد ـ المحطة، الآن، 6 حافلات فقط.
ولقلة المواصلات، تتأخر المدرّسة، عن دوامها ما يتسبب لها ببعض المشاكل مع إدارة المدرسة ومن أبرزها رفع اسمها بين الغائبين دون النظر في الأسباب التي تعتبر خارجة عن السيطرة ويجب أن يتم التغاضي عن مثل هذه حالات.