مزارعون في القامشلي: الهطولات المطرية تنبئ بموسم مبشر ووفرت تكاليف السقاية
ديرك ـ نورث برس
يتفاءل مزارعون في ريف القامشلي، بكميات الأمطار التي هطلت لهذه الفترة من العام، إذ كان لها تأثير كبير في إنبات الزرع وتوفير تكاليف كبيرة كان يضطر مزارعون لدفعها لسقاية مزروعاتهم، إضافة للأعباء التي كانوا يتكبدونها للحصول على مادة المازوت للري.
يعرب فؤاد عن سعادته في الأمطار التي هطلت خلال الأسابيع الماضية، ويأمل أن تستمر حتى يحقق حلمه في موسم جيد هذا العام دون الحاجة للسقاية.
يقول فؤاد عمر حاجي وهو مزارع في قرية بانوكيه الواقعة شمال بلدة كركي لكي، أقصى شمال شرقي سوريا، لنورث برس: “الأمطار هذه السنة تساقطت بشكل جيد والزراعة تمت بالشكل المطلوب، وفي الوقت الحالي لسنا بحاجة إلى السقاية ومشاكل تأمين المازوت وجر المياه من الأرض”.
ورغم أمله في استمرار هطول الأمطار، إلا أن “حاجي”، الذي زرع أرضه البالغة مساحتها (150 دونم)، بمحصول القمح، أشار إلى أنه أخذ جميع احتياطاته، “قمنا مسبقاً برفع السجلات اللازمة لمكاتب الزراعة لتأمين الترخيص ونقل المياه من الأنهار القريبة، إن لزم الأمر لذلك، وسنحتاج حينها لمادة المازوت”.
فرحة منقوصة
تفيد معطيات مكتب الزراعة في بلدة كركي لكي، بأن التساقطات المطرية بلغت في المعدل 135 مم حتى الآن، وهي كمية “جيدة جداً” مقارنة مع توقيت موعد هطول الأمطار في السنوات الأخيرة.
ورغم فرحه بالأمطار الوفيرة التي هطلت، إلا أن عبدالله، كسابقه، يتخوف من توقف الهطولات المطرية، خاصة أن الزرع يكون بحاجة لها لينمو.
يشير عبدالله حسن، (70 عاماً) من مزارعي ديرك، ويملك مساحة من الأراضي الزراعية تبلغ (200 دونم) بذرها بالقمح والكزبرة، إلى أن “كامل المساحات الزراعية خضراء الآن”، ولكن ما يخشاه هو انقطاع الأمطار في الأسابيع المقبلة.
يقول لنورث برس: “في حال حدوث ذلك، سنحتاج مجدداً للسقاية، وهذا يتطلب كميات كافية من المازوت وجر المياه من الأنهار القريبة إلى الأراضي المزروعة لنحصل على إنتاج جيد”.
ويتحدث فراس أكرم رمضان، من مزارعي ريف بلدة كركي لكي، عن الحاجات المرتبطة بعملية استكمال الزراعة، “نحن بحاجة ملحة إلى المازوت الذي لم يوزع بعد على المزارعين”.
ويفسر “رمضان”، في حديث لنورث برس، الحاجة إلى مادة المازوت، “تأتي في إطار تحسين الإنتاج وتطويره في المنطقة”.
هجمات تركية
لكن شمال شرقي سوريا، تعاني من نقص في المحروقات، بسبب تصعيد الهجمات التركية على البنى التحتية وخزانات وحقول النفط، والذي بدوره تسبب بتأخر التوزيع والإنتاج.
ويعلل مسؤولو الإدارة الذاتية النقص في مادة المازوت للزراعة والصناعة وغيرها، بـ”التركيز حالياً على استكمال توزيع مخصصات التدفئة للعائلات لشتاء 2023- 2024″.
وأدت هجمات تشرين الأول/ أكتوبر الماضي لتخريب أجزاء كبيرة من منشآت إنتاج المشتقات النفطية والغاز المنزلي وإمدادات الكهرباء، والتي أثرت بشكل مباشر على السكان.
وتظهر بيانات، عمل عليها قسم الرصد والتوثيق في وكالة نورث برس، أن كمية النفط المحترق تقارب 621 ألف و175 ألف برميل، بينما بلغت حصيلة خسائر قطاع الطاقة المتمثل بـالمحطات النفطية والكهربائية، إلى ما يفوق الـ 1 مليار و270 مليون دولار أميركي.
ويشير أنس حسو، وهو إداري في مكتب الزراعة والري، إلى العلاقة المشتركة بين الأرض والمياه، ويقول: “توقيت الهطولات المطرية ساهم بشكل كبير بمساعدة المزارعين والزراعة، وخفف من معاناة اللجوء لأساليب السقاية”.
ويعرب “حسو”، في تصريح لنورث برس، عن توقعه بأن تشهد المنطقة “هطولات مطرية أكثر وبشكل أكبر في الأسابيع المقبلة”.
ويقوم مكتب الزراعة والري في ديرك، بكشوفات وجولات على الأراضي الزراعية التي بحاجة إلى مادة المازوت، وخصوصاً تلك التي يلجأ مزارعوها للسقاية، بحسب الإداري.
ويضيف “حسو”، “بعد الانتهاء من الإحصائيات والسجلات الكاملة، سنقوم مباشرة بتوزيع المازوت بحسب الإمكانيات المتوفرة”.