قيس الحمود-نورث برس
يعتقد أصحاب منشآت تجارية وصناعية في الرقة، شمالي سوريا، أن ظروف الاستقرار في مدينتهم تؤهّلها لتكون وجهة للاستثمارات ورؤوس الأموال، رغم وجود معوّقات يمكن تجاوزها.
وتوفر المنشآت المفتتحة خلال الأعوام الماضية فرص عمل في المدينة، وإنتاجاً محلياً يوفّر لسوقها والأسواق المجاورة أسعاراً أقل من السلع نفسها القادمة من مناطق سورية أخرى أو من خارج البلاد.
ويقول إبراهيم محمد، خبير اقتصادي في الرقة، إن المدينة أصبحت عقب تحررها من تنظيم داعش عام 2017 وجهة للتجار وأصحاب المشاريع الاقتصادية، لا سيما أنها بعيدة عن مناطق التماس وبؤر التوتر السياسي والعسكري.
ويضيف أن توفر سوق تجارية لمدينة ذات ازدحام سكاني جذبت شركات تعهد ومستثمرين حتى من شمال غرب سوريا، لكن الأمر لا يخلو من بعض العقبات التي يمكن تجاوزها.
وتتمثل أبرز عقبات العمل الصناعي والتجاري في المدينة في فترات إغلاق المعابر على خلفية توتر أمني أو عسكري في المناطق السورية الأخرى، بحسب محمد.
ويرى محمد أن من الممكن أن تساهم تدابير تشجيعية مثل تسهيل الحصول على بطاقة الوافد وتراخيص العمل في ازدياد عدد المستثمرين القادمين من خارج مناطق الإدارة الذاتية وخارج البلاد.
ويشير إلى أن مدينة الرقة منذ القديم تسمى “أم الغريب”, في إشارة لاحتضان مجتمعها السوريين القادمين من كافة المناطق.
عوامل استثمار
وقال عمار محمود، وهو صاحب منشأة لصناعة سكاكر الملبّس في الرقة، إن ظروف الاستقرار وإمكانية الحصول على المواد الأولية عبر المعابر الداخلية من مناطق الداخل السوري ومناطق شمال غربي البلاد ومن إقليم كردستان العراق سمحت له بافتتاح منشأته في منطقته.
ويعمل في المنشأة عشرة عمال يعيل كل منهم أسرته، ويوفر الإنتاج أصنافاً من الحلوى بأسعار أقل من مثيلاتها القادمة من العاصمة دمشق أو أريحا بريف إدلب، ما يوضح أهمية زيادة المشاريع الإنتاجية والصناعية في المنطقة.
يضيف “محمود”، لنورث برس، إن العقبات التي يواجهها هذه الأيام هو نقص توفر وقود المازوت وصعوبة الحصول عليه حتى بالسعر الحر، رغم أنه كان متوفراً قبل تصعيد الهجمات التركية وأحداث دير الزور خلال الأشهر الماضية.
ويذكر أنه لم يتمكن العام الماضي قبيل عيد الفطر، وهو موسم إنتاج بالنسبة لمعمله، من تأمين ما يلزمه من مادة السكر، ووصل الامر لدرجة إيقاف العمل رغم أن عماله كانوا يحتاجون إلى دخلهم في فترة شهر رمضان والعيد بعدها.
وعلى الإدارة الذاتية دراسة تقديم تسهيلات إضافية للمستثمرين الذين ستساهم مشاريعهم بتوفر الإنتاج المحلي وازدياد فرص العمل، وبالتالي تنشيط الحركة الصناعية والتجارية في الرقة والمنطقة عامة، بحسب محمود.
عقبات ومطالب
ويتفق مدير مكتب الصناعة في مديرية الاقتصاد التابعة للإدارة الذاتية في الرقة، محمد المالود، مع أصحاب المشاريع الصناعية والتجارية على أن المكاسب من تنشيط الحركة الاقتصادية ستكون مشتركة بين المستثمرين والمستهلكين والمجتمع عموماً.
ويعيد المالود سبب تدني جودة المحروقات ونقصها مؤخراً للهجمات التركية على منشآت البنية التحتية والمواقع النفطية خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ويقول علي البلال، وهو صاحب متجر لبيع الإسفنج والمفروشات العربية، إنه يشجع أصحاب رؤس الأموال على اختيار الرقة مكاناً لمشاريعهم، حيث لا مخاطر على عملهم وإنتاجهم.
ويشير إلى الأمان في المدينة “من ناحية الشعب ومؤسسات الإدارة”، وهو ما زاد الحركة التجارية في الرقة خلال الاعوام الأربعة الماضية.
ويرى البلال أنه يمكن زيادة المشاريع الإنتاجية والتجارية خلال الأعوام المقبلة، إذا ما قدمت الإدارة الذاتية تسهيلات أخرى للمستثمرين وأصحاب رؤوس الاموال حتى الوافدين من مناطق سورية أخرى أو من خارج البلاد.