جامعيون في القامشلي يبحثون في لغات محلية قديمة

أفين يوسف- نورث برس

يرى دارسون ومشرفون على جامعة روجآفا في القامشلي، شمال شرقي سوريا، أن إضافة تخصص اللغات المحلية القديمة للدراسات العليا مؤخراً، سيساهم في كشف حقائق جديدة عن تاريخ الكرد في المنطقة.

وتسعى جامعة روجآفا التي تأسست عام 2016  بخمس كليات، لتطوير أقسامها واختصاصاتها التي أضافتها خلال الأعوام الثمانية السابقة.

 وعام 2020، استحدثت الجامعة معهد الدراسات العليا (الماجستير) الذي استقبل من يودون استكمال دراستهم من بين خريجي قسم اللغة الكردية في الجامعة.

واستقبل القسم متخرجين لفرعي التاريخ والآثار ممن يودون إتمام تحصيلهم العلمي وتطوير معلوماتهم الأكاديمية.

تدريس عن بعد

تقول الرئيسة المشتركة لمعهد الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة روجآفا، جيان سلو، لنورث برس، إن قرار مجلس الجامعة إضافة تخصص اللغات القديمة هذا العام جاء لارتباطه بمجالي التاريخ  والآثار.

وتقدم للتخصص الجديد 13 طالباً، من خريجي قسم اللغة الكردية الذي يتبع كلية الآداب في لجامعة، تم قبول خمسة منهم بعد إخضاعهم لأبحاث واختبارات استمرت لستة أشهر.

وتعاقدت الجامعة مع أربعة أكاديميين، ثلاثة منهم من حملة شهادة الدكتوراه في إقليم كردستان العراق ومتخصصون في اللغات (الحورية والأكادية والسومرية)، ورابع من الجزيرة السورية مقيم في بريطانيا ومتخصص بعلوم الآثار والتاريخ.

ويتلقى الدارسون منذ خمسة أشهر المحاضرات والإشراف عن بعد، ليختار كل منهم اللغة التي يجد نفسه متفوقاً فيها لإعداد رسالة الماجستير.

ويقدم القسم دراسات لثلاث لغات، هي الحورية والأكّادية والسومرية، والتي لها علاقة بثقافة  الكرد وتاريخهم في المنطقة، بحسب سلو.

ويعتمد الكرد لمعرفة تاريخهم القديم في منطقتهم على أبحاث ودراسات أنجزها مستشرقون، إلى جانب ما تم نشره من نتائج التنقيبات الأثرية في المنطقة.

تعتقد المسؤولة عن معهد الدراسات العليا أنهم أهملوا الكثير من الحقائق حول تاريخ الكرد القديم وأسلافهم.

وتعيد ذلك لأسباب تتعلق بسياسات الدول التي ينحدر منها المستشرقون وموقفها من المنطقة وتاريخها.

عقبات وآمال

تقول كلبهار أسعد، وهي إحدى الدارسين، إنها تهتم بدراسة اللغات القديمة لارتباطها بتخصصها في اللغة الكردية التي تقوم بتدريسها الآن في الجامعة كمعيدة.

وتشير إلى أن العلماء والمستشرقين عملوا لمئات السنين حتى استطاعوا فك حروف هذه لغات منطقتنا وترجمتها.

وتعتقد كلبهار أن اللغات التي بدأت بتعلمها تخفي الكثير من الحقائق التي لم يتم تأريخها من قبل، وأن المواقع الأثرية المحلية تخفي الكثير من الأدلة التي يمكن لهذه اللغات كشفها.

ويواجه الطلاب عقبات تتمثل في اقتصار دراستهم حتى الآن على المعلومات النظرية بسبب طبيعة التدريس عن بعد، بينما يحتاج تخصصهم للتدرب على البحث في رسومات ونقوش عينية.

كما يتطلعون لزيارات ميدانية للتلال والمواقع الأثرية، ومرافقة بعثات التنقيب، وتتبّع ما تحويه المتاحف داخل سوريا وخارجها من مكتشفات المنطقة.

لكن الظروف الأمنية وتوقف عمل غالبية بعثات التنقيب في البلاد منذ العام 2011 يعيق تلبية تلك الاحتياجات.

 وتامل كلبهار في أن تتمكن قريباً من قراءة ما يتوفر من ألواح طينية كتبها أسلافها قبل آلاف السنين.

تحرير: حكيم أحمد