التلحف بالحرامات.. وسيلة التدفئة الأكثر شيوعاً في العاصمة

ليلى الغريب- نورث برس

تتحقق راما، وهي امرأة من سكان العاصمة دمشق، من ارتداء طفلتيها ما يكفي من الثياب قبل توجهها للمطبخ، وتتفاءل بتماثلهن للشفاء بعد أسبوع من إصابة ثلاثتهن بأنفلونزا شديدة.

ويواجه سكان العاصمة والمناطق السورية الأخرى المشكلة ذاتها كل شتاء، بسبب نقص المحروقات والكهرباء والغاز، وارتفاع سعر الطن الواحد من الحطب إلى ملايين الليرات السورية.

وتنخفض درجات الحرارة ليلاً في دمشق اليوم الأحد إلى خمس درجات مئوية، بحسب نشرة المديرية العامة للأرصاد الجوية، بينما تنخفض في مناطق كالقلمون والزبداني إلى ما دون الصفر.

وقبل نحو أسبوعين، فرشت الأم الغرفة بالحرامات في ظل نقص توفر مازوت التدفئة، واقتصار مدة وصل الكهرباء على ساعة واحدة.

تقول راما إنها لا تمتلك مدفأة كهرباء، لكن حتى لو سعت لتأمينها ماذا يمكن أن تؤمن من دفء في منزل ذي سقف عالٍ.

وتشير إلى ان بخار الطهي قد يؤثر في طقس المنزل قليلاً.

وقد يلجأ بعض السكان لأساليب أخرى لتخفيف البرد كملء زجاجات بالماء الساخن، أو شراء عبوات لهذا الغرض من الأسواق.

مخصصات مباعة

ورغم أن الشتاء في أوله، أنهت بعض العائلات استهلاك الدفعة الأولى لمخصصاتها من مازوت التدفئة (50 ليتراً) والتي قدمتها لهم الحكومة بسعر مدعوم (2000 ليرة سورية لليتر الواحد) ، بينما فضّلت عائلات أخرى بيع تلك الحصة بمبالغ مرتفعة لتأمين احتياجات اخرى.

وباع أبو محمد، وهو اسم مستعار لموظف في إحدى مؤسسات القطاع العام، مخصصات عائلته بمبلغ 700 ألف ليرة، وهي مبلغ جيد أعفاه أيضاً من دفع تكاليف نقل باهظة للخمسين ليتراً.

ورفعت وزارة التجارة الداخلية سعر الليتر الواحد من المازوت الحر إلى أكثر  من 13 ألف ليرة.

يقول أبو محمد، لنورث برس، إن السعر ارتفع في السوق السوداء إلى ما بين 16 ألفاً و 20 ألف ليرة سورية لليتر الواحد.

ويستخدم أفراد عائلة الموظف، كحال غالبية السوريين، الحرامات للتدفئة في السهرة، بينما ينطلقون صباحاً إلى أعمالهم ومدارسهم.

وقلة هي العائلات التي تعيش في بحبوحة، أو تصلها مساعدات مالية من أبنائها في الخارج، فيمكنهم الاحتفاظ بخصصاتهم  وشراء كمية أخرى من السوق السوداء.

ويبدو الأمر مرهقاً إذا ما وجدت عائلة لا تمتلك الإمكانات لهذه الخيارات بسبب وجود مريض أو مسن أو طفل حديث الولادة.

والحطب بالملايين

وفي دمشق وأريافها، من يبيع مخصصاته من المازوت ليشتري كمية من الحطب للتدفئة، غالباً ما تكون من الأصناف منخفضة الجودة.

يقول صاحب منزل في منطقة مخالفات، إنه اضطر لاستخدام حطب أخضر جمعه من المنطقة، ما جعل جيرانه يشتكون من رائحة الدخان “وملاحظة سائل أسود اللون يخرج من المدخنة”

لكنه يعلل ذلك بأن زوجته وضعت مولوداً جديداً، وهما بحاجة لمنزل دافئ، رغم غياب التهوية مع المدفأة ونوع الحطب المستخدم.

 ويتجاوز سعر حطب السنديان في الأسواق مليوني ليرة سورية للطن الواحد، ويباع تفل الزيتون وقشور الجوز والفستق الحلبي وغيره بتكلفة تختلف بحسب نوع الحطب ومسافة النقل اللازمة.

وبدأت محافظتا دمشق وريفها بتوزيع مخصصات مازوت  التدفئة منذ أيلول/ سبتمبر في المناطق الأكثر برودة متل وادي بردى والقلمون والزبداني.

وهنالك 750 ألف بطاقة في ريف دمشق، بينما لا يشمل التوزيع يومياً بضعة عائلات، بحسب مصدر في مجلس محافظة ريف دمشق.

تحرير: حكيم أحمد