المواشي في أرياف الرقة.. انتعاش في العدد والأسعار

قيس الحمود – نورث برس

تشهد قطعان المواشي لدى مربي أرباف الرقة، شمالي سوريا، انتعاشاً في الأعداد رغم ركود حركة البيع بسبب ارتفاع الأسعار لأكثر من ثلاثة أضعاف خلال العام الحالي 2023.

وتفيد آخر إحصائية قام بها مكتب الثروة الحيوانية في لجنة الزراعة والري التابعة للإدارة الذاتية هذا العام بوجود مليوني رأس من الأغنام والماعز، وما يقارب  5100 رأس من الأبقار في الرقة وريفها.

وتعتبر تربية المواشي ثاني أهم مورد تقليدي للمعيشة في المنطقة بعد الزراعة، ويمارسها غالبية المزارعين بجانب الأعمال التي تتطلبها محاصيلهم.

وأثرت عوامل عديدة في تناقص عدد القطعان خلال السنوات الماضية، أبرزها فقدان الاستقرار خاصة خلال أعوام سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على المنطقة، ثم عوامل الجفاف ونقص الأعلاف، بالإضافة لأسباب التصدير والتهريب والأمراض.

وأواخر آذار/ مارس الماضي، منعت الإدارة الذاتية تصدير المواشي حتى اواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، حين سمحت بتصدير الخراف والعجول، دون الإناث بأعداد محددة.

وسمح القرار بتصدير الخراف حتى نهاية العام 2023، بأعداد لا تتجاوز 2500 خروف شهرياً، كما قيّد عدد العجول المصدّرة بـأقل من 1950 عجلاً شهرياً.

ويقول محمد الطراد، وهو تاجر مواش في الرقة، إن حركة البيع والشراء ضعيفة بسبب ارتفاع سعر المواشي الحية، إذ يصل السعر إلى أربعة ملايين للرأس الواحد، وقد تجد نعجة جيدة معروضة بخمسة ملايين ليرة سورية.

وتقتصر حركة  البيع والشراء حالياً على ذكور المواشي أو المصنفة كمخصصة للذبح وليس للتربية والإكثار، بحسب الطراد.

وحصل مربون في أرياف الرقة قبل أيام على كمية خمسة أطنان من مادة النخالة العلفية مخفّضة السعر لكل منهم، بحسب مكتب الثروة الحيوانية، بينما يشتري المربون باقي احتياجاتهم من الأسواق.

ويتجاوز سعر الطن الواحد من الشعير 200 دولار أميركي، ويباع التبن الأبيض (بقايا حصاد محاصيل القمح والشعير) بسعر يتراوح ما بين 500 و700 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد بحسب جودته وتكلفة النقل، بينما يصل سعر تبن محصولي العدس والفصة إلى 2000 ليرة سورية.

وأدى تضخم الأسعار عموماً إلى ارتفاع سعر اللحوم الحمراء إلى اكثر من ثلاثة أضعاف منذ العام الماضي، بحسب تجار في الرقة.

ويقول محمد البرهوش، وهو تاجر في سوق الأغنام قرب المدينة، إن سعر الكيلوغرام الواحد من الأغنام وصل  إلى 125 ألف ليرة سورية.

ويشير إلى أن العائلات استغنت عن شراء اللحوم، وقد تكتفي بعضها بكمية 100 غرام لاستخدامها في إحدى الوجبات.

ويرى البرهوش أن السبب هو انهيار العملة السورية، فالتجار يتداولون  الدولار الأميركي الذي يعفيهم من حمل كميات كبيرة من الليرة السورية والجهد اللازم لعدها وحملها.

ويعتقد رئيس مكتب الثروة الحيوانية التابع للجنة الزراعة في مجلس الرقة المدني، محمود حمزاوي، أن الأمطار الأخيرة تبشر المربين بالخير هذا العام.

ويضيف، لنورث برس، أنه لا ازدياد في انتشار الأمراض بين المواشي حالياً، سوى حالات للحمى القلاعية.

ويقوم المكتب بتنسيق جهود منظمات مدنية تقدم خدمات للمربين كصيانة الحظائر وتقديم معدات تربية وأدوية ولقاحات وأعلاف، بحسب المسؤول.

ويتفق المربون والمشرفون على الثروة الحيوانية في الرقة على أن عدد قطعان المواشي والأبقار في الرقة قد تنخفض أحياناً بسبب الجوائح والجفاف والتهريب، لكن هطول الأمطار ولجوء مربين من مناطق السيطرة غير الآمنة مع قطعانهم إلى المنطقة يرفع الأعداد.

تحرير: حكيم أحمد