انخفاض منسوب "الفرات" يؤثر على واقع الكهرباء في أحياء من حلب

حلب – نورث برس

 

ازدادت ساعات تقنين الكهرباء في الأحياء الشرقية بمدينة حلب، شمالي سوريا، هذا الصيف، بسبب تقليل نسبة تدفق مياه نهر الفرات من الجانب التركي، والذي أدى لانخفاض منسوب السدود المائية في شمال شرقي سوريا في الآونة الأخيرة.

 

وتعتمد أحياء السريان وجمعية الزهراء والسبيل وحلب الجديدة ومحطة بغداد والميدان وسيف الدولة والأعظمية في مدينة حلب في تغذيتها على سد تشرين ثاني أكبر السدود في سوريا.

 

وسبب تخفيف ضخ المياه في نهر الفرات من الجانب التركي وبالتالي انخفاض منسوب المياه في سد تشرين في الفترة الأخيرة، بزيادة ساعات التقنين الكهرباء في حلب وفي مناطق شمال شرقي سوريا.

 

وقال علي عبد الرزاق (٣٨ عاماً)، وهو من سكان حي سيف الدولة، إن الكهرباء في صيف العام الماضي كانت أفضل بكثير من هذا العام، " كانت فترة التقنين حينها ساعتين في اليوم، أما الآن فمدة التغذية في كامل اليوم لا تتجاوز سبع ساعات".

 

وكان "عبدالزراق" يأمل استقرارا في التيار الكهربائي في مدينة حلب، بعد الاشتباكات التي أنهكت البنى التحتية في المدينة خلال الأعوام الماضية، ولكن "يبدو أنه لن يتحسن شيء".

 

وكانت مدينة حلب قد شهدت قبل انخفاض منسوب المياه انفراجاً من ناحية الكهرباء مقارنة مع السنوات السابقة مما أعطى السكان أملاً باستمرار تحسن الكهرباء لنهاية هذا الصيف.

 

وكانت الإدارة العامة للسدود التابعة للإدارة الذاتية قد أعلنت، في أواخر حزيران/ يونيو الماضي، أن منسوب المياه في سدي الفرات وتشرين قد انخفض بنسبة كبيرة مقارنة بالعام الماضي، معلنة خفض ساعات التغذية الكهربائية.

 

وفي تقرير نشرته "نورث برس" قبل أيام، اتضح وجود اتفاق بين دمشق وأنقرة يقضي بتخفيض نسبة ضخ المياه المتدفقة إلى الأراضي السورية، ويستند التقرير إلى تسجيل صوتي يعود مدير المؤسسة العامة لسد الفرات التابعة لحكومة السورية.

 

وقال محمد عثمان (٤٢ عاماً)، وهو صاحب محل أجبان بحي الأعظمية، إنه يخسر كل يومين حوالي خمسة كيلوغرامات من أجبانه، "بسبب توقف أجهزة التبريد الخاصة بالأجبان عن العمل لساعات عدة جراء انقطاع التيار الكهربائي".

 

وأضاف "عثمان"، أن انقطاع الكهرباء دفعه لتقليل كمية الأجبان في المحل، وأنه سيضطر إذا ما بقي الوضع على هذا النحو للاشتراك بمولدات الأمبيرات، "رغم أنها مكلفة وأسعارها تتجه للارتفاع".

 

ويلجأ سكان أحياء مدينة حلب، كغيرهم من المدن الأخرى، لكهرباء المولدات واشتراكات الأمبير، لكن الظروف المعيشية الصعبة التي تمر على السكان تمنع البعض من الاشتراك.

 

من جانبه، قال المهندس محمد الصالح، المدير العام لشركة كهرباء حلب التابعة للحكومة السورية، إن سبب زيادة ساعات التقنين يعود "لقلة تدفق المياه في نهر الفرات التي أوقفتها تركيا باتجاه سد تشرين والذي يغذي مدينة حلب بالكهرباء".

 

وحذّر "الصالح" من "كارثة" قد تحل بالمنطقة جراء قطع المياه وتضرر الزراعة وانقطاع الكهرباء، "هناك معاناة في تأمين الكهرباء بعد فقدان سد تشرين الذي كان أكبر مركز تغذية لمدينة حلب".