فتاح عيسى- منبج
يقضي نحو خمسة آلاف نازح يقيمون في مخيمين متجاورين قرب قرية رسم الأخضر شرق منبج شمالي سوريا، هذا الشتاء، ظروفاً قاسية بسبب اهتراء الخيام ونقص المواد الغذائية ومستلزمات التدفئة والرعاية الصحية.
وتقطن في مخيم رسم الأخضر الشرقي الجديد 712 عائلة، تنحدر غالبيتها من بلدتي دير حافر ومسكنة بريف حلب، بينما تقطن 435 عائلة في المخيم القديم.
وتقدم إدارة مشتركة للمخيمين مادتي الخبز والغاز المنزلي للعائلات، وتشرف على مركز صحي ومدرستين، بالإضافة لتسيير خدمات تأمين مياه الشرب وترحيل القمامة والصرف الصحي.
ويقتصر عمل المنظمات الإنسانية العاملة في المخيمين على قسائم للمواد الغذائية التي يعتبرها النازحون غير كافية، في الوقت الذي تشير فيه إدارة المخيم إلى إمكاناتها المحدودة التي تقدمها لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل التابعة للإدارة الذاتية في منبج.
ويقول حسين الشحود (68 عاماً)، وهو من سكان مخيم رسم الأخضر، إن الخيام باتت مهترئة، وكذلك الأغطية والإسفنجات المستلمة قبل أربعة أعوام.
ويضيف أن إدارة المخيم والمنظمات العاملة فيه لم توزّع حتى العوازل التي تحتاج كل عائلة إلى مبلغ مليوني ليرة لشرائها على نفقتها.
كما لم تقدم أي جهة مدافئ أو وقود التدفئة او ألبسة شتوية للقاطنين في قسمي المخيم، بحسب شحود.
ويعتقد درويش العلي (50 عاماً)، وهو من سكان المخيم، أن زيادة محتويات القسيمة الغذائية من قيمة 11 دولاراً أميركياً لكل فرد إلى 25 دولاراً ستلبي الاحتياجات الأساسية للعائلات.
لكن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة كان قد أعلن، في الرابع من كالنون الأول/ ديسمبر الحالي، انتهاء برنامج مساعداته الغذائية العامة في جميع أنحاء سوريا، ابتداءً من مطلع العام القادم 2024 بسبب النقص الحاد في التمويل.
وأضاف أنه “سيواصل المساعدات الغذائية الطارئة فقط لفئات محددة، ليكون هذا القرار بمثابة التخفيض السابع والأكبر من نوعه منذ انطلاق عمل البرنامج في سوريا عام 2011″.
ويقول العلي إنه يدفع ثمن الخبز والكهرباء الخاصة (الأمبير) والمازوت الذي تقدمه إدارة المخيم والجهات الخدمية، بالإضافة لتكاليف الأدوية والعلاج الطبي.
وتبلغ تكلفة الأمبير الواحد من الكهرباء شهرياً دولاراً واحداً، لكن فترة التشغيل تقلصت مؤخراً من ست ساعات إلى أربع ساعات بسبب نقص الوقود.
ويتفق ياسر مصطو، وهو الرئيس المشارك لإدارة مخيم رسم الأخضر الشرقي، مع النازحين في النقص الحاد في الدعم الذي تقدمه المنظمات الإنسانية في المخيم.
ويعلل عجز إدارة المخيم التابعة للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في منبج عن تلبية طلبات واحتياجات سكان المخيم، كمسألة تامين خيم جديدة، بضعف الإمكانات المتاحة.
وتعتبر إدارة المخيم أن المنظمات العاملة في المخيم مطالبة بتأمين عوازل على الأقل لحماية العائلات من المطر والبرد في الخيم المهترئة، بالإضافة للحاجة الملحة لزيادة الحصص الغذائية.