التجمع الخدمي.. شاهد على عطاء السوريين في مصر

القاهرة – محمد أبوزيد – نورث برس

 

جاءت أزمة فيروس كورونا لتزيد من أعباء السوريين حول العالم، لاسيما مع توقف أعمال الكثيرين منهم (ومنهم العمالة اليومية) عن العمل، في ظل التدابير الاحترازية السابقة، من بينهم كثير من السوريين المقيمين في مصر، والذين وجدوا يد العون من مؤسسات خدمية سورية ومصرية على حدٍ سواء، لدعمهم من أجل تجاوز تلك المرحلة، كنوعٍ من التكافل الاجتماعي والإنساني في وقت الأزمات.

 

وفي ظل الصعوبات التي تواجهها المنظمات الرسمية، سواء المحلية أو الأممية (ومنها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) مع تزايد قاعدة الأكثر احتياجاً بموازاة شح الموارد الذي تعاني منها بعض تلك المؤسسات، انخرطت مؤسسات سورية ومصرية من أجل دعم السوريين المقيمين في مصر وتعويض المتضررين منهم، كنوعٍ من المساندة في مواجهة الضغوطات الإضافية التي أثقل كاهلهم بها جراء أزمة فيروس كورونا المستجد.

 

ومن بين تلك المؤسسات، مؤسسات منخرطة تحت كيان أكبر هو "التجمع الخدمي السوري" الذي رأى النور في العام 2017، وبزغ دوره بشكل كبير في ظل أزمة كورونا، مع توسع نشاطاته بدعمٍ من رجال الأعمال، وبتسهيلات حكومية.

 

والتقت "نورث برس" رئيس مجلس إدارة التجمع الخدمي السوري في مصر، عبد الفتاح حمزة، بمكتبه في منطقة الشيراتون (شرق العاصمة المصرية، بالقرب من مطار القاهرة)، والذي تحدث عن التجمع، باعتباره علامة مضيئة في خضم الجهود التكافلية بين السوريين في مصر، وجدت حضوراً نوعياً ومختلفاً مع أزمة جائحة كورونا.

 

"التجمع يمثل مظلة بين المؤسسات العاملة بالشأن السوري.. غاية التجمع هو التنسيق بين هذه المؤسسات لأداء أفضل خدمة للمواطنين السوريين المقيمين في مصر"، يستهل حمزة حديثه مع "نورث برس" بالإشارة إلى بداية التجمع والغرض الرئيسي منه.

 

وأشار إلى أن تلك المظلة بدأت عملها فعلياً في العام 2017، وتستمر حتى الآن في محاولة تقديم خدمات أفضل من خلال التنسيق وتبادل المعلومات والخبرات بين المؤسسات.

 

وأضاف، "بسبب الأزمة التي صارت مؤخراً، بسبب جائحة كورونا، ضاعفنا جهودنا بشكل مكثف، وحاولنا زيادة نشاطاتنا وتنسيقنا سوياً، ونجحنا في تقديم خدمات أكثر، لاسيما أن كثيراً من السوريين انقطع عنهم العمل وسبل المعيشة، ولم يعد لديهم أي وارد، إضافة إلى أن بعض الأسر لديها إصابات بالفيروس أيضاً".

 

ولفت إلى أن التجمع مع بداية الأزمة أعلن عن غرفة عمليات كورونا، وهي عبارة عن خط ساخن لجميع مرضى كورونا من السوريين في مصر، من أجل توجيههم وإعطائهم نصائح وإرشادات صحية، لاسيما للمرضى، بالتعاون مع أطباء للنصح والإرشاد وتوجيه المصابين إلى المكان المناسب والدواء الذي يساعد في تحسن حالتهم.

 

وأشار حمزة إلى أن التجمع نجح في دعم /160/ سورياً من مصابي كورونا في تأمين الدواء وإلحاقهم بمشافي  عامة، مع تقديم عدة نصائح لهم لتجاوز الأزمة. في الوقت الذي أجمل فيه أوجه الخدمات التي قدّمها التجمع السوري بداية من شهر مارس/ آذار للسوريين المتضررين من الجائحة.

 

وطبقاً لـ"حمزة"، فإن قائمة الأسر المستفيدة من الدعم الذي قدّمته المبادرة، شملت /1090/ شخصاً من كبار السن، و/3.581/ من الأبناء والمرضى بالأسر الأكثر احتياجاً، و/1.535/ من العمالة اليومية المتضررة من جائحة فيروس كورونا، ممن توقفت أعمالهم خلال الشهور الماضية في ضوء التدابير الوقائية المتخذة من قبل الحكومة المصرية، إضافة إلى دعم /950/ من الكوادر التعليمية.

 

قدّمت المبادرة /6.996/ سلة غذائية للأسر الأكثر احتياجاً، بتكلفة إجمالية تجاوزت المليون ونصف المليون جنيه مصري، إضافة إلى وجبات غذائية خلال شهر رمضان بإجمالي أكثر من /21/ ألف وجبة، بقيمة بلغت ما يزيد عن /891/ ألف جنيه مصري.

 

كما دعمت المبادرة /13/ سورياً لإجراء عمليات جراحية عاجلة، وذلك بقيمة تجاوزت /217/ ألف جنيه مصري، وقدمت المبادرة أكثر من /19/ ألف قطعة لكسوة العيد للمحتاجين، بقيمة تجاوزت المليون ونصف المليون جنيه، إضافة إلى خدمات متنوعة بقيمة /277/ ألف حنيه مصري.

 

وطبقاً لعبدالفتاح، فإن القيمة الإجمالية للمساعدة التي قدمتها مبادرة "سند" عبر التجمع الخدمي السوري، بلغت قرابة الستة ملايين جنيه (/5.983/ مليون جنيه تقريباً)، وذلك على مدار ثلاثة أشهر بداية من آذار/ مارس وحتى أيار/ مايو.

 

وكشف عن أن التجمع الخدمي السوري بصدد إطلاق المرحلة الثانية من مبادرة "سند"، استكمالاً لما بدأته المبادرة من تدخلات إيجابية لدعم السوريين الأكثر احتياجاً في نطاق محافظات القاهرة الكبرى (نطاق إداري يضم محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية) ومحافظة الإسكندرية (شمال مصر)، والدقهلية (شمال القاهرة).

 

وأشاد رئيس التجمع الخدمي السوري، بالجهود والدعم الذي قدّمه رجال الأعمال السوريين في مصر، وكذا دعم ومساندة الحكومة المصرية للتجمع.