"علاجك مجاناً".. مبادرة اجتماعية في دمشق لتقديم العلاج عبر الإنترنت

دمشق – أحمد كنعان – نورث برس

 

خلف ارتفاع أسعار الأدوية وفقدانها وغلاء الكشفيات في العيادات الخاصة في العاصمة السورية دمشق، مؤخراً، معاناة إضافية للسكان بعد تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار، ما دفع مجموعة من الأطباء والشخصيات الفاعلة اجتماعياً إلى إطلاق مبادرة "علاجك مجاناً"، هدفها تقديم العلاج والنصائح الطبية عبر الإنترنت.

 

وقالت الكاتبة بتول ورد، التي أطلقت هذه المبادرة، لـ "نورث برس": في هذه الظروف القاسية التي نعيشها جميعاً، قد نستطيع تحمل الجوع والصبر عليه، ولكننا لن نستطيع تحمل الألم أو التعايش معه، وفي الحقيقة استفزني منشور لإحدى الصديقات على صفحتها على "فيس بوك" تتحدث فيه عن والدها المريض وأنها غير قادرة على علاجه وعاجزة عن دفع ثمن الدواء.

 

وأضافت: "قررت إطلاق المبادرة، وتواصلت مع عدد من الأطباء من أصدقائي، وطرحت الفكرة عليهم، ولاقت قبولاً وترحيباً كبيراً، وبعد إطلاق الصفحة، وصلتنا رسائل من أطباء، من عدة اختصاصات، يرغبون بالمساهمة معنا في تقديم العلاج مجاناً للمحتاجين، حتى وصل عدد الأطباء المساهمين إلى /15/ طبيباً".

 

أمّا الطبيبة سالي الشريف، الأخصائية في جراحة الفم والوجه والفكين في مشفى تشرين بدمشق، فقالت لـ "نورث برس": إن الوضع المادي السيء لكثير من المرضى، وعدم قدرتهم على الذهاب إلى طبيب للاستفسار عن مشكلتهم، هو ما دفعها للمشاركة في المبادرة، وإنها تابعت بعض حالات المرضى ممن يحتاجون للعناية المباشرة، وقامت بتوجيههم إلى جهات خيرية، لأنّ وضعهم المادي لا يتحمل تكاليف العلاج.

 

وأضافت: "استقبلت أحد المرضى في عيادتي، وتكفّلت فقط بثمن المواد المستخدمة في العلاج، وللأسف لم أستطع تقديم كامل العلاج مجاناً ".

 

وأكّدت أنّ هذه المبادرة ليست حلاً كافياً، "لا أعتقد أن هذه المبادرة حل كافٍ، وإن كان مسانداً، والحل الأمثل هو عودة المشافي الحكومية والمستوصفات ومستشفيات الجامعة ومستوصفات الجمعيات الخيرية".

 

وقالت هيام المنتشف، وهي طالبة في السنة الخامسة بكلية طب الأسنان بدمشق، لـ "نورث برس"، إنها عملت مدة من الزمن في مركز لكفالة الأيتام، "إنّ غلاء المعالجات الطبية وفقدان الأدوية هو السبب الأول والأخير لانضمامي للمبادرة".

 

 وأضافت "قد يكون المريض بحاجة للعلاج، فنحاول نحن المشرفين على المبادرة تأمين ذلك، ونحن متواجدون بشكل دائم، ولا يتطلب التواصل معنا الكثير من الوقت، في حين قد تمتد فترة انتظار المريض في المشافي الحكومية أكثر من شهر حتى يصل دوره".

 

وعما إذا كانت هذه الطريقة في توفير العلاج قد تحمل مخاطر في تقديم تشخيص خاطئ، قالت "المنتشف": "هناك أطباء يقدمون تشخيصاً خاطئ حتّى بعد الفحص السريري، والقضية تعتمد على المعلومات الطبية الدقيقة، كما أننا في حالات خاصة نطلب التحاليل والصور و نستجوب المريض بمحادثة خاصة، في حال كانت حالته تتطلب ذلك".

 

وقالت ندى دندل، (18 عاماً)، وهي طالبة في المرحلة الثانوية، وتسكن في مدينة مصياف بريف حماه، لـ "نورث برس": إنّها كانت تعاني مشكلة صحية ولا تسمح ظروفها المادية بمراجعة عيادة خاصة، فقامت بالتواصل مع مجموعة "علاجك مجاناً"، وقدّم لها أحد الأطباء المختصين الاستشارة الطبية.

 

وأضافت: "وضعي الصحي تحسّن دون أن أذهب إلى مركز صحي حكومي، لأنّي في فترة تقديم امتحانات الشهادة الثانوية، وليس لدي الوقت الكافي للانتظار، فمن خلال مجموعة علاجك مجاناً، حافظت على وقتي وحصلت على علاجي".