إيران تتمسّك بنفوذها في الجنوب السوري

غرفة الأخبار- نورث برس

يتصاعد النفوذ العسكري الإيراني في الجنوب السوري عبر ترسيخ تواجد النقاط العسكرية وحملات التجنيد والسيطرة على طرق تهريب المخدرات.

ولم تؤثر المواقف الرافضة للتواجد الإيراني في سوريا، بينما تحاول طهران استثمار الرفض الإسرائيلي في ملفاتها الدولية.

تتوزع المواقع العسكرية الإيرانية في الجنوب السوري على التابعة للحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر، ومواقع الفصائل الموالية لطهران وحزب الله اللبناني.

وبدأ التدخل العسكري الإيراني في سوريا منذ العام 2011 بتقديم الدعم اللوجستي والتقني والمالي لأجهزة الحكومة الأمنية والعسكرية في مواجهة المظاهرات الشعبية آنذاك، ثم تصاعد حتى التدخل العسكري العلني منذ العام 2015.

وبرز دور المسلحين الموالين لإيران خلال المعارك في عدة مناطق سورية مثل الريف الغربي لدمشق وما يتبعه من أرياف درعا والقنيطرة، بالإضافة لمناطق أخرى استعادت  القوات الحكومية السيطرة عليها في حلب ودير الزور.

نفوذ متصاعد

ويقول الباحث في الشّأن الإيراني مصطفى النعيمي، لنورث برس، إن أكثر من 80 نقطة عسكرية إيرانية تتوزع في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء.

وتتبع هذه المواقع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والميليشيات متعددة الجنسيات العاملة ضمن الولاء لطهران.

وتتركز أكثر من نصف المواقع الإيرانية في الجنوب السوري في أرياف درعا، تليها من حيث العدد القنيطرة ثم السويداء.

وفقاً للباحث، تتوزع تلك المواقع ما بين محافظة القنيطرة التي تضم 27 موقعاً عسكريا، 10 منها لحزب الله وخمسة للحرس الثوري الإيراني 12 موقعاً مشتركاً بين حزب الله والحرس الثوري اضافه الى الفصائل الموالية لها.

ويرى النعيمي أن إيران تضغط بتواجدها العسكري في الجنوب السوري على إسرائيل، في محاولة لاستثمار ذلك في ملفاتها التفاوضية مع الغرب والجهات الدولية حول برامج النووي والمسيرات والبالستي.

لكن مخاوف سكان المحافظات الجنوبية هي من محاولات التغيير الديموغرافي والثقافي والمذهبي، والتي قد توصل “لأخطر مراحل التموضع الإيراني في سوريا “، بحسب النعيمي.

ويعتقد الباحث أن إيران لن تخرج من الجنوب السوري لمجرد الإدانات والمواقف المحلية، كما لن تستجيب لاتفاقات أميركية إسرائيلية، طالما لا توجد ضغوط عسكرية تزيل قواعدها.

خطط للتجنيد

وتركت روسيا الباب موارباً لتدخل إيران في الجنوب السوري، رغم اتفاق القوات الروسية مع أجهزة النظام بإبعاد الميليشيات الولائية متعددة الجنسيات، وذلك خلال اجتماع مديري الأمن القومي في صيف العام  2018. 

وازدادت الغارات الإسرائيلية، خلال العام الحالي 2023، على أهداف لحزب الله اللبناني والفصائل الموالية لإيران في سوريا.

وكشفت مصادر محلية في ريف القنيطرة أن وجيهاً معروفاً بعمله مع الأجهزة الأمنية في دمشق وعلاقته مع حزب الله اللبناني، قدم من العاصمة عدة مرات خلال الأشهر القليلة الماضية.

واتفق الشخص نفسه مع وجهاء آخرين في المنطقة على تجنيد مجموعة مقاتلين محليين لصالح حزب الله اللبناني، وفق المصادر.

وتستهدف خطة التجنيد أبناء قرى “الهجا والدوايات، وسويسة”، وحتى قرى ومزارع ” الرفيد، والحيران، والغدير، والمعلقة، وصيدا، وقرقس، وقصيبة”.

وقد يكون تأمين الحماية والسيطرة لخطوط تهريب المخدرات أحد أهداف المجندين الجدد، أو أن حزب الله اللبناني يحاول التخلص من وكلاء سابقين واستبدالهم بآخرين، بحسب المصادر.

إعداد وتحرير: مالين محمد – زانا العلي