التكاليف والطلبات الخارجية ترفع سعر زيت الزيتون في كوباني
فتاح عيسى- كوباني
ارتفع سعر زيت الزيتون للموسم الحالي 2023 إلى ضعف ما كان عليه العام الفائت بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وزيادة الطلب عليه من التجار المصدرين.
ارتفاع السعر ليس له علاقة بتدهور قيمة الليرة السورية لأن البيع يتم بالدولار الأميركي، كما أنه غير مرتبط بكمية الإنتاج التي كانت جيدة هذا العام بعد هطول أمطار خريفية.
وتباع عبوة زيت الزيتون (سعة 16 كيلو) بما بين 80 و85 دولاراً أميركياً، بعد أن كان سعرها خلال الموسم الماضي لا يتجاوز 45 دولاراً.
وفاجأ السعر الجديد العائلات التي كانت تشتري حاجتها لعام كامل خلال الموسم، لأنها لم تعتد تحمّل هذه التكلفة لمادة غذائية في فصل واحد.
ويعتبر زيت الزيتون صنفاً رئيسياً في موائد كوباني، لكن الكمية التي تحتاجها العائلة سنوياً تختلف بحسب عدد أفرادها ودرجة استهلاكهم للمادة .
ويحتاج خالد شاهين (43 عاماً)، وهو عامل في كوباني، لثلاث عبوات (تنكات) لتأمين احتياجات عائلته حتى موسم القطاف القادم، لكن ما رصده لشرائها لن يؤمّن سوى نصف الكمية اللازمة.
يقول إن الأجرة اليومية لعمله تصل إلى 75 ألف ليرة سورية، ولا يمكنه للعمال والموظفين شراء الزيت وفق الأسعار الحالية بالاعتماد على دخلهم.
لا تسعيرات رسمية
ويرى شاهين أن مؤسسات الإدارة الذاتية مطالبة باتخاذ تدابير لضبط السعر كإيقاف التصدير لحين تلبية احتياجات السوق المحلية.
لكن الرئيس المشارك لمديرية التموين وحماية المستهلك في إقليم الفرات، جمال علو، قال لنورث برس إنهم حددوا أسعار مستلزمات الإنتاج كالصفائح الفارغة وأجرة عصر الطن الواحد من المحصول، بهدف حماية المزارعين.
لكن الإدارة الذاتية لن تتدخّل في أسعار بيع الإنتاج التي تحددها الأسواق وفق نسب العرض والطلب، وذلك وفق القانون رقم 4 لعام 2022 ، والذي أوقف إصدار نشرات التسعيرات الرسمية للمواد الأساسية.
ولا يعتبر فايق برهو، وهو مزارع زيتون في قرية “جم حران” بريف كوباني الجنوبي، أن المزارعين سيجنون أرباحاً كبيرة هذا العام رغم تضاعف السعر، وذلك بسبب تضاعف تكاليف الإنتاج.
وارتفعت الأجرة اليومية لعمال القطاف من نحو 15 ألف ليرة في العام الفائت، إلى 40 ألف ليرة سورية للعامل الواحد حالياً، بحسب برهو.
وكانت مديرية التموين في كوباني قد حددت أجرة عصر الطن الواحد من الزيتون بـ 63 دولاراً هذا العام، بينما كانت خلال موسم 2022 بـ 35 دولاراً أميركياً.
وارتفعت أجور حراثة الأرض وتكلفة المبيدات وارتفعت أسعار الوقود، كما ارتفع سعر العبوة الفارغةمن دولار وأربعين سنتاً في العام الفائت إلى دولارين أميركيين هذا العام.
طلب خارجي متزايد
ويشير المزارع “برهو” إلى ان كمية الإنتاج كانت أفضل من العام الموسم الماضي، ما يعني وجود عوامل أخرى لارتفاع السعر كازدياد الطلب الخارجي، على حد قوله.
دور الطلب الخارجي في ارتفاع سعر “التنكة” من 60 دولاراً إلى أكثر من 80 دولاراً خلال الشهر الأول من الإنتاج، هو ما يؤكده أيضاً مصطفى أبو سليمان، وهو تاجر وصاحب صاحب معصرة زيتون في كوباني.
يقول أبو سليمان، لنورث برس، إن وجهة معظم إنتاج الزيت في كوباني حالياً هي منبج لتصديره لاحقاً، إلى مناطق الحكومة أو منطقة سيطرة المعارضة ومنها إلى تركيا، بالإضافة لتأثير أسواق إقليم كردستان العراق.
ويضيف أن الارتفاع في سعر زيت الزيتون عالمياً بلغ نسبة 40 في المئة بسبب ازدياد تكاليف الإنتاج.
وتُباع صفيحة الزيت في الداخل السوري بما يقارب مليون ونصف المليون ليرة سورية، كما وصل السعر في عفرين وإدلب إلى أكثر من 95 دولاراً أميركياً، لكن تلك الأسعار تسببت بانخفاض الطلب بحسب أبو سليمان.
ولا يمكن التنبؤ بارتفاع جديد للسعر أو انخفاضه خلال الفترة القادمة بسبب تغير عوامل العرض والطلب في السوق المحلية والأسواق المجاورة، بحسب التاجر.