تلبية احتياجات الحياة في مخيم بالحسكة تنخفض للثلث

سامر ياسين – نورث برس

لا تقدم المنظمات الإنسانية العاملة في مخيم العريشة بريف الحسكة، أواخر العام الحالي ٢٠٢٣، سوى ٣٠ في المئة من احتياجات الحياة للنازحين.

يأوي المخيم ٢٦٠٠ عائلة نازحة منذ العام ٢٠١٧ من مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية والمسلحين الموالين لإيران، وتضم العائلات حوالي ١٢٦٠٠ فرداً يسكنون في ٣٠٠٠ خيمة.

ورغم أن الأمم المتحدة اعتبرت المخيم نظامياً منذ ذلك الحين، على عكس مخيمات الفارين من الهجمات التركية، إلا أن الدعم انخفض لنسبة كبيرة.

هموم سكان المخيم التي تتكرر على ألسنتهم هي الخيام المهترئة وقلة الحصص الغذائية وغياب التدفئة وشروط النظافة.

وتحصل العائلات المؤلفة من ثمانية أفراد على ٣٥ ليتراً من وقود الكاز للتدفئة والطهي كل عشرة أيام، وتنخفض الكمية للعائلات الصغيرة والمتوسطة إلى ١٧ ليتراً، بحسب نازحين.

وتتمكن بعض العائلات من شراء كميات وقود، بينما لا تستطيع أخرى تحمل هذه التكاليف.

ووصف مسؤول علاقات المخيم، سعد رمو، الحال بأن المخيم “مهمّش” من جانب مفوضية اللاجئين والمنظمات الأخرى، فهناك نقص كبير في الأنشطة الموصوفة بـ”المنقذة للحياة”.

 ولم يتم تقديم سلال خاصة بالمنظفات منذ أكثر من ستة أشهر، كما باتت السلة الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمية تقتصر على البقوليات والرز فقط.

وأضاف رمو، لنورث برس، أنه لم يتم تقديم أي مستلزمات شتوية من ألبسة وبطانيات ومدافئ ومحروقات للعائلات، بالإضافة لعدم استبدال الخيم المهترئة التي تجاوز عمرها العامين.

ولا يلبي الدعم الذي تقدمه الأمم المتحدة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمات الدولية الأخرى سوى 30% من احتياجات المخيم بصورة عامة.

كما زادت الهجمات التركية الأخيرة من صعوبة إدخال شحنات المساعدات للمنطقة، إلى جانب تأثر الخدمات المحلية، بحسب إدارة المخيم.

ويعيد صالح السلطان (45 عاماً)، وهو نازح من بلدة القورية بريف دير الزور، انتشار الأمراض في المخيم لنقص الغذاء المناسب وعدم توزيع سلال خاصة بالنظافة، بالإضافة لقلة مخصصات المحروقات.

وسجلت النقطة الطبية التابعة للهلال الأحمر الكردي، خلال تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، إصابة 43 شخصاً بالجرب، وثلاث إصابات باللاشمانيا، وأربع إصابات بالتهاب السحايا تم تحويلها لمشافي الحسكة.

 وذكرت مديرة نقطة الهلال الأحمر الكردي، سنيحة معو، لنورث برس، أن النقطة سجلت أيضاً حالات للحصبة والجدري والكوليرا.

وأشارت إلى عوامل أخرى لانتشار الأمراض في المخيم كالكثافة السكانية والاختلاط المستمر والثقافة الصحية المتدنية.

  وتم تقسيم قطاعات المخيم من حيث الرعاية الصحية على منظمات الهلال الأحمر الكردي، و IRC، وجمعية اليمامة، وجمعية مار أفرام.

 وتقتصر خدمات الإسعاف والولادة الطبيعية على نقطة الهلال الأحمر التي تعجز هي الأخرى عن رعاية بعض الحالات بحسب معو.

وتقدم منظمة الصحة العالمية الدعم للحالات الحرجة (الحمراء) فقط، وترفض التي تعتبرها (حالات باردة).

ويرى المسؤولون عن إدارة المخيم أن الأمم المتحدة مطالبة بإيلاء اهتمام أكبر بالنازحين، لأنهم غير قادرين على العودة لمنازلهم وبلداتهم بعد.

تحرير: حكيم أحمد