فاطمة خالد- الرقة
يستيقظ حسن كدرو (35 عاماً) في ساعة مبكرة، ليرتدي ملابسه الملطخة بألوان زيتية يستخدمها في عمله، ثم يتوجه إلى مرسمه في مدينته الرقة شمالي سوريا.
يتذكر الفنان موهبته في سنوات الطفولة حين بدأ يرسم لوحات صغيرة بقلم لرصاص في مدرسة قريته العكيرشي الواقعة 20كم شرق الرقة المدينة.
يقول، لنورث برس، إن التشجيع الأهل بدأ مبكراً عندما شاهدوا موهبته بارزة في رسوماته.
وبعد سنوات بات للفنان لوحاته الخاصة، شارك بها في عدة معارض وفعاليات فنية وثقافية منها “معرض فرات ولون” في موسمه الأول و”معرض هنا الرقة”.
كما شارك في مبادرات تطوعية أبرزها “معرض إشراقة أمل”، الذي كان يهدف لدعم أطفال السرطان.
وقاده الشغف بالفن مؤخراً إلى رسم لوحات جدارية في مدارس قريته ثم على جدران شوارع الرقة بشكل تطوعي.
ويرى متعة كبيرة في رسم الجداريات التي تحوّل شوارع “مهملة ومهمّشة” إلى لوحات جميلة تضيف إلى المكان رونقاً خاصاً.
يضيف: “أصبحت أرى الحائط الأبيض في طريقي حافزاً لي؛ أغير من شكله وشكل المكان”.

وقبل شهرين، قرر الفنان أن يفتتح مرسمه، وليتخذه مكاناً هادئاً ينعم فيه بالخصوصية وجو مناسب لإنتاج لوحاته.
يشعر الرسام أن مرسمه الواقع في زقاق يتفرع عن شارع المنصور وسط المدينة، يمكنه من الانطلاق نحو أفاق جديدة في الرسم، بالإضافة لكونه مصدر دخل له.
ويستخدم كدرو، في لوحاته، الرصاص والفحم والألوان الزيتية، ويرسم كذلك على الخشب والصدف، بالإضافة لرسومات تستخدم في مجال الديكور.
وأصبح أصحاب المحال والمطاعم وبعض السكان يقبلون على مرسم كدرو الذي أسماه “رسام المدينة “، ليطلبوا منه إنجاز لوحات جدارية لهم.
لكن ذلك لم يمنع الفنان من التطوع مجدداً لتزيين بقعة على جدار ليرقى المكان من زاوية مهملة إلى لوحة مُلفتة.
ويفتح” كدرو ” باب مرسمه أمام المهتمين بتعلم الرسم، إذ افتتح دورة تدريبية لعدد من الأطفال، بهدف تنمية مواهبهم.
ويطمح الفنان لرسم المزيد من اللوحات، ويأمل أن يترك بصمة له في كل شارع في المدينة، فهو يتمنى أن تكون الرقة دائماً “نابضة بالجمال”.