مشكلات صحية للرضع في السويداء جراء نقص وغلاء حليب الأطفال

السويداء – نورث برس

 

تعاني أمهات وعائلات أطفال رضع في محافظة السويداء، جنوبي البلاد، مؤخراً من صعوبة تأمين حليب الأطفال نتيجة نقصها في الصيدليات، بينما يتسبب ارتفاع أسعاره في دفع عائلات ذات دخل محدود إلى اتباع بدائل غير صحية.

 

وقالت أم هديل )اسم مستعار(، (30 عاماً)، من سكان مدينة صلخد جنوب السويداء، لـ "نورث برس": "بعد بحثي في عشر صيدليات داخل المدينة عن حليب لطفلتي التي لم تتجاوز العام، عثرت على عبوة حليب واحدة من نوع نان "1" ذات سعة /400/ غرام، بسعر /5000/ ليرة سورية.

 

وأضافت أنها ذهبت ذات مرة إلى مدينة السويداء باعتبارها مركز المحافظة ويفترض أن تتوفر المستلزمات الرئيسة فيها أكثر، "لكن صيدلياتها تعاني أيضاً نقصاً في توفر حليب الأطفال".

 

وقال الصيدلاني جودت المعاز، لـ "نورث برس"، إن أسعار حليب الأطفال وبكافة أصنافه زادت بنسبة 150% مقارنة مع العام الفائت 2019، "حيث وصل سعر عبوة حليب الأطفال ومن نوع "نان 1و2" وبوزن /400/ غرام، إلى ما يقارب /5000/ ليرة، بينما كانت تباع مطلع العام 2019، بـ 1900 ليرة سورية".

 

وأضاف "المعاز": "بعد أن تعرضت الشركات السورية المنتجة لحليب الأطفال للتخريب والحرق في ريف دمشق، بدأت الحكومة بالاستيراد من الخارج، والآن انقطع الاستيراد، وبات من العسير توفيرها، بالإضافة إلى احتكار بعض التجار لأصناف من حليب الأطفال".

 

وأشار إلى أن بعض المستودعات تقوم بتذكير الصيادلة بأن الحليب قد يرتفع سعره قريباً، في خطوة تمهد لرفع أسعارها أكثر مما هي عليه الآن.

 

وقالت الطبيبة رؤية الشمندي، وهي أخصائية في طب الأطفال وحديثي الولادة في مدينة السويداء، لـ "نورث برس"، إنها تعالج في عيادتها يومياً عدداً من الأطفال تتفاوت أعمارهم بين عام وعامين، يعانون من سوء تغذية شديد.

 

وأضافت أنّ "بعض الأمهات رغم عدم كفاية حليبهم الطبيعي لا يملكن القدرة على شراء الحليب الصناعي بسبب ارتفاع سعره وعدم توفره في أغلب الصيدليات".

 

وذكرت الطبيبة أن كثيراً من الأمهات ونتيجة ظروفهن المادية الصعبة وغلاء الحليب وفقدانه في الصيدليات، "يعطين أطفالهن الذين تتراوح أعمارهم بين عام وعامين، حليب الأبقار أو ماء وأرزاً".

 

وحذرت "الشمندي" من النتائج السلبية لهذا الوضع على الأطفال، "الحليب البقري قد يسبب لهم اضطرابات معوية بالغة الخطورة قد تصل إلى فقر دم وعوز شديد للمعادن والفيتامينات والبروتين المتوفرة في حليب الأطفال، وقد يدخلون في عوارض صحية تتعلق بالنمو الطبيعي لأجسامهم".