تعليم القرآن للأطفال في المساجد عادة متوارثة في منبج

منبج- صدام الحسن- نورث برس

 

 منذ سنتين ومع بداية فصل الصيف وانتهاء دوام المدارس، يبدأ محمد كلش(10 أعوام) من سكان مدينة منبج، شمالي سوريا، بارتياد جامع "ابراهيم الخليل"، في المدينة لتقوية لغته وتمكين نفسه في الكتابة والقراءة والحساب.

 

ويرتاد جوامع مدينة منبج المئات من الأطفال لتمكين أنفسهم في تلاوة القرآن الكريم وكي يتقنوا نطق الحروف من مخارجها الصحيحة، إلى جانب تعلم مبادئ النحو وأحكام التجويد.

 

يقول "كلش" إنه يتعلم القراءة وأحكام التجويد في الجامع، "منذ الصيف الماضي أتعلم أساليب القراءة الصحيحة، وكنت أول الملتحقين بالدروس في الجامع هذا الصيف، والآن أتقن القراءة والنطق السليم للحروف".

 

وقال عبد الله الحميد (55 عاماً)، من سكان مدينة منبج، إنه يفضل إرسال طفله البالغ من العمر تسعة أعوام إلى الجامع صيفاً، "للاستفادة من الدروس وتعلم القراءة والكتابة، بدلاً من ضياع وقته دون فائدة".

 

وأضاف "الحميد" أن ابنه كان يعاني قبل ارتياد دورات المسجد من مشكلة في عدم الرغبة في التعليم وقلة التكيف مع المدرسة، "أما الآن تغير حاله إلى الأحسن وأصبح يجيد القراءة الكتابة وكل يوم يخبرني أنه يريد إكمال تعليمه والذهاب إلى المدرسة".

 

وتعود جذور عادة التعليم في المساجد إلى عصور سابقة قبل توفر المدارس والأنظمة التعليمية الحديثة، إلا أن الأمر بقي في العديد من المناطق لارتباط الأمر بتعلم القرآن الكريم وبهدف ملء العطلة الصيفية بتنمية قدرات الأطفال وخاصة في القراءة واللفظ السليم للحروف العربية.

 

وتوجد في مدينة منبج خمسة مساجد هي جامع ابراهيم الخليل والرضا وعمر بن الخطاب وخليل الداوي وجامع عثمان بن عفان، حيث يبلغ عدد التلاميذ الذين يتلقون الدروس في هذه الجوامع ما يقارب /75/ تلميذاً، بحسب أحمد ملحو، وهو معلم متقاعد يعطي دروساً في جامع "ابراهيم الخليل".

 

 وقال "ملحو" إن تعليم التلاميذ في جوامع مدينة منبج يشمل القراءة والكتابة والحساب وتجويد القرآن، بحسب "القاعدة النورانية، والتي تتركز على تعليم التلميذ للقراءة عبر تلاوة القرآن الكريم".

 

وتعرف "القاعدة النُّورانِيَّة" بأنها منهج لتعلم القرآن، يتضمن عدة دروس يتم إعطاؤها بحسب الترتيب تبدأ من الحروف الهجاء المنفردة والحروف المركبة والحروف المقطعة والحركات الثلاث (الفتحة والكسرة والضمة) والتنوين والحركات الثلاث الممدودة إلى حروف المد واللّين والسكون والشدة، ليتم ترسيخ القراءة الصحيحة في ذهن الأطفال.

 

وأضاف "ملحو" أن الدروس في الجوامع تعتبر كدورات تقوية للتلاميذ وتتمة للعملية التعليمية عامة وخاصة للأعمار الصغيرة، "قسمت الأطفال إلى مجموعتين وكل مجموعة تتلقى التعليم مدة ساعتين ونصف، تتخللها فترات استراحة".

 

ويستقبل جامع "ابراهيم الخليل" كباقي جوامع مدينة منبج يستقبل الأطفال من عمر ستة أعوام وحتى /11/ عاماً، "ويتم تسجيل الأطفال اليتامى مجاناً، فيما يدفع بقية الأطفال /3000/ ليرة شهرياً".