ارتفاع أسعار الأدوية يرهق مرضى في دير الزور

إيمان الناصر – دير الزور

عجزت هند عن دفع ثمن الدواء الذي احتاجه طفلاها أثناء مرضهما منذ أيام، حيث ارتفعت أسعار الأدوية إلى مبالغ كبيرة بات يعجز عنها غالبية سكان دير الزور.

تقول هند الحسن، من سكان قرية الطار غربي دير الزور، شرقي سوريا، لنورث برس، إن أسعار الأدوية في هذه الفترة “مرتفعة جداً”، لذا لا قدرة لها على شراء العلاج والأمر ينسحب على غالبية سكان دير الزور.

ويشتكي سكان في دير الزور من ارتفاع أسعار الأدوية في الصيدليات، بالإضافة لعدم توفرها في المراكز الصحية العامة، ما يجبرهم على شرائها بثمن باهض.

بعد أن أسعفت طفلاها تفاجأت “الحسن” بسعر الدواء الذي وصل إلى 60 ألف ليرة، رغم عدم كثرة الأصناف التي احتاجتها.

يشكل دفع مبلغ كهذا معاناة بالنسبة للمرأة وعائلتها، في ظل محدودية دخلها، حيث لا تتجاوز رواتب الموظفين في الإدارة الذاتية مليون ومئتي ألف ليرة، في حين لا تتجاوز أجور عمّال المياومة الـ 50 ألف ليرة في حال توفر العمل.

يزيد دخول فصل الشتاء معاناة “الحسن” وسكان دير الزور، في ظل عدم توفر العلاج في المشافي العامة والمراكز الصحية.

لذا تطالب بحل مشكلة الأدوية وتوفيرها بأسعار مناسبة في المراكز الطبية العامة، إذ يعاني غالبية سكان دير الزور من ظروف معيشية صعبة.

بينما يعاني علي العيد، وهو من سكان قرية محيميدة، غربي دير الزور، من أمراض قلبية، ويشتكي الرجل من صعوبة تأمين الدواء، بسبب ارتفاع الأسعار.

ويقول إن أسعار الأدوية التي كان يستخدمها للعلاج ارتفعت بمعدل ثلاثة أضعاف، ولا يستطيع الرجل الاستغناء عنها، لذا باتت معاناته تفاقم.

وكان يشتري الرجل بعض أصناف الأدوية التي يستخدمها بـ300 ألف ليرة، بينما أصبح يشتريها مؤخراً بـ 900 ألف، وهو رقم كبير بالنسبة لأوضاعه المعيشية، على حد قوله.

ومطلع آب/ أغسطس الماضي، أعلنت وزارة الصحة التابعة للحكومة السورية، رفع أسعار آلاف الأصناف الدوائية المحلية بنسب تجاوز بعضها الـ 50%.

وقالت وزارة الصحة في منشورٍ لها عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، “تُرفع أسعار الأدوية بنسبة 50% إلى 65% بناءً على صدور نشرة مصرف سوريا المركزي.

وبداية العام الجاري، أعلنت وزارة الصحة السورية عن زيادة في أسعار الأدوية المحلية، وشملت آلاف الأصناف الدوائية بنسبة يصل بعضها إلى 80 بالمائة.

ويستنزف غلاء الأدوية جيوب السوريين في ظل أوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة، نتيجة استمرار الحرب وانهيار قيمة العملة وتدني الأجور.

في ظل ذلك، ترى زهرة السالم، وهي من منطقة الحصان غربي دير الزور، أن ارتفاع أسعار الأدوية بات مشكلة “كبيرة” بالنسبة لها.

إذ تعاني المرأة من “روماتيزم” وتحتاج للأدوية باستمرار، في الوقت ذاته لا تملك القدرة على شراءه من الصيدليات بتلك الأسعار، لكنها مُجبرة.

و”السالم” لا تملك عملاً دائماً يوفر لها مصدر دخل، حيث تعمل في الزراعة وتعيل أطفالها.

وارتفعت بعض أصناف الأدوية التي تحتاجها من 1500 ليرة إلى 6 آلاف، في حين وصل سعر صنف آخر إلى 10 آلاف بعد أن كانت تشتريه بـ 2500 ليرة.

وفي حال عدم استخدامها الأدوية تعاني المرأة من آلام شديدة، لذا لا تستغني عنها، ما يدفعها للمطالبة بإيجاد حل لمشكلة ارتفاع الأسعار، وتوفيرها بمراكز طبية عامة.

تحرير: أحمد عثمان