غرفة الأخبار – نورث برس
يشكّل أطفال عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” خطراً مستقبلياً على العالم بشكل عام وعلى شمال شرقي سوريا بشكل خاص، إذ تعد المخيمات بيئة خصبة لتنشئة جيل جديد من التنظيم، يرى محللون أن عمله سيكون “انتقامياً”. ما يستدعي ضرورة توفير مراكز تأهيل في المنطقة أو استعادتهم من قبل دولهم.
ويرى الصحفي والمختص في شؤون الإرهاب، زانا عمر، ضرورة زيادة مراكز إعادة التأهيل في شمال شرقي سوريا، بحيث يناسب أعداد الأطفال المتواجدين في مخيمي الهول وروج، لأن مركزي هوري وأوركيش لا يفيا بالغرض”.
“أهداف أيديولوجية متطرفة”
ويشدد “عمر” على ضرورة الإسراع في افتتاح المراكز وإعادة تأهيل أطفال “داعش”، فنساء التنظيم “يحملن أيديولوجية متطرفة، ولا يوفرن وقتاً أو جهداً لنقلها للأطفال”.
ويضيف: “كل يوم يمر دون إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال، يشكل احتمالية في أن يكونوا جهاديين مستقبلاً، وربما يحاربون لأهداف أيديولوجية كما أن دافع الانتقام لآبائهم سيزيد من تطرفهم وشراستهم”.
وتتذرع الدول الأوروبية بمخاوف عديدة تمنعها من استعادة رعاياها من مخيمي الهول وروج شمالي سوريا، وأهمها الأسباب الأمنية والسياسية بالإضافة لأسباب قانونية وحقوقية ومسائل أخرى ترتبط بنظرة تلك الدول ذاتها تجاه هذا الملف، رغم أن مواثيق العهد الدولي والاتحاد الأوروبي تنص على أن تنهض الدول بمسؤوليتها باسترجاع رعاياها.
واعتمدت بعض دول أوروبا إلى فصل الأطفال عن أمهاتهم داخل المخيمات، أو حتى عند استعادتهم أي إعادتهم إلى بلدانهم، لكن المواثيق الدولية تنص على عدم فصل الأطفال عن الأمهات وفقاً للمادة (9) من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل على أنه “لا يجوز فصل الطفل عن والديه رغماً عنهما، إلا عندما تقرر السلطات المختصة.. أن هذا الفصل ضروري لمصالح الطفل الفضلى”.
تدبير احتياطي
ويقول عضو الهيئة الإدارية في العلاقات الخارجية بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، خالد إبراهيم، في حديث لنورث برس، إن الإدارة قامت بنقل بعض الأطفال إلى مراكز تأهيل خاصة بهم من المخيمات، كتدبير احتياطي واحترازي لإبعادهم عن بيئاتهم المتطرفة والخطرة في المخيمات.
ويضيف: “لكن تلك المراكز لا تفي بالغرض لأسباب مادية ومعرفية وتحتاج لبرامج وخطط استراتيجية طويلة الأمد خاصّة لإعادة التأهيل سواء للنساء أو الأطفال”.
وعادة تأهيل الأطفال والنساء هي “عملية صعبة جداً ومُكلفة حقيقةً وتشكل عبئاً يثقل كاهل الإدارة أمنياً ومادياً وحقوقياً أيضاً”، بحسب “إبراهيم”.
وقدمت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الكثير من المشاريع لإيجاد حلول “ناجعة وواضحة وجذرية” لمشكلة هؤلاء الأطفال والنساء في المخيمات، ودائماً تبحث عن حلول لتركة “داعش” التي لا تقل أهمية عن محاربته عسكرياً، وفق ما قال عضو الهيئة الإدارية في العلاقات الخارجية.
ويضيف: “فكما كان هناك تحالف دولي ومازال لمحاربة الإرهاب المتمثل بداعش فلا بد أن يكون هناك تحالف دولي وإقليمي سواء على المستوى الرسمي أو المدني والإنساني للبحث في إيجاد حلول ناجعة لهذا الملف الخطير والحساس والكبير بنفس الوقت”.