“بللت الملابس والفرش”.. أول عاصفة شتوية تظهر هشاشة مخيم بالحسكة

سامر ياسين – نورث برس

“كل خيامنا تشققت، وأبوابنا والسواتر سقطت”، هكذا شرحت منيفة، وضعها في مخيم واشوكاني، بعد تعرض مدينة الحسكة وريفها، حيث يتواجد المخيم، لعاصفة غبارية سديمية”.

منيفة العزو (55 عاماً)، من سكان مخيم واشوكاني، نزحت هي وعائلتها من ريف سري كانيه/رأس العين، إبان الهجوم التركي على تلك المنطقة أواخر 2019.

تقول منيفة، لنورث برس: مع بداية فصل الشتاء وهطول أول أمطار على المنطقة “كل طرف من الخيمة كنا قد ثبتناه بعامود طار هو والخيمة سوية، كل الأبواب طارت، وخيامنا تشققت عن بعضها البعض، ومن بعد العاصفة الهوائية، بدأت الأمطار بالهطول، ما لم يبقِ لا لباس ولا فرش داخلي إلا وتبلل”.

ومما زاد المعاناة وسوء الحال هو أنه حتى “أغطية خيامنا لم تعد تحمينا من أي شيء، فهذه الخيم منذ السنة الأولى لدخولنا للمخيم، ولم يقوموا بتبديلها لنا منذ ذاك الحين، ولا حتى تسليمنا عوازل أو خلفيات للخيمة، فحتى الآن قمت بتخييط أكثر من 100 مكان ممزق في خيمتي”.

ولتدهور الوضع الاقتصادي خاصة لسكان المخيم، لا تستطيع منيفة، شراء خيم من خارج المخيم، “لأن كل غطاء واحد يكفي طرفاً واحداً من الخيمة، سعره خارج المخيم يتجاوز 140 ألف ليرة سورية”.

وكل ما تخشاه منيفة، هبوب عاصفة ثانية على المخيم، “لن تبقى خيمة واحدة ثابتة هنا، وسنبقى في الشارع، أفضل من أن نقول بأن لدينا مخيم ومأوى، هذا المأوى الذي لا يحمينا من برد الشتاء القارس ولا من حرارة الصيف الحارقة”.

ويقطن في مخيم واشوكاني الذي أسسته الإدارة الذاتية في أواخر تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، ما يقارب 16.876 شخص موزعين على 2.377 عائلة، نزحوا من مدنهم وقراهم في منطقة سري كانيه (رأس العين) بعد الاجتياح التركي للمدينة والسيطرة عليها عام 2019.

ومنذ ذاك الحين وحتى الآن يعيش هؤلاء النازحون في نفس الخيم التي سلمت لهم في اليوم الأول من تأسيس المخيم، في ظل استمرار المطالبات من قبلهم ومن الجهات المعنية في الإدارة الذاتية لتبديل هذه الخيم وتحسين وضع المخيم.

خيم ممزقة وأغلفة قديمة

عبيد الفارس (52 عاماً) وهو أيضاً من سكان المخيم، وكان قد نزح بداية الاجتياح التركي لمنطقة سري كانيه من قرية الطويلة بريف المدينة، يشكو الخيم الممزقة وما حصل له بداية هطول الأمطار والعاصفة الغبارية التي ضربت المنطقة.

يعاني “الفارس” من مرض (الربو)، ومع بداية العاصفة الغبارية “كدت أن أموت وأنا داخل خيمتي، وبسبب الرياح العاصفة ذاك اليوم، خيمتي انهارت من جهة وسقطت على الأرض، عداك عن الغلاف الذي يغطي الخيمة من الخارج، كله ممزق، بسبب عدم تغيره منذ أكثر من 4 سنوات، والوضع سيء جداً جداً”.

يقول لنورث برس: “بعد العاصفة الغبارية، بدأت الرياح بالهبوب مصطحبة معها الأمطار، مما أدى إلى دخول الوحل والمياه سوية إلى خيمنا الممزقة. نحن نطالب المعنيين بتغيير خيمنا، والاستعجال بتسليمنا المدافئ والمازوت لمواجهة فصل الشتاء”.

تحرير: محمد حبش