شخصيات من عامودا تدعو “عوائل الشهداء” ووحدات حماية الشعب لتحقيق المصالحة

نورث برس – عامودا – القامشلي

 

دعت شخصيات مجتمعية وثقافية من مدينة عامودا، شمال شرقي سوريا، عوائل "شهداء فاجعة عامودا" ووحدات حماية الشعب لاستكمال جهود المصالحة وطي صفحة الماضي.

 

وكانت حادثة إطلاق النار في حزيران/ يونيو 2013 قد أدت إلى مقتل ستة مدنيين ومقاتل من وحدات حماية الشعب أثناء مظاهرة طالبت بإطلاق سراح معتقلين لدى قوات الأمن الداخلي (الأسايش) في المدينة.

 

وقال سيروان حاج بركو وهو صحفي مقيم في ألمانيا: "نحتاج هذه الأيام لبذل كل الجهود لأجل الحوار والتقارب".

 

ورأى أن "عوائل الشهداء هم المعنيون بالدرجة الأولى بمطالبهم، لكن هناك جانب آخر للقضية كونها قضية رأي عام (..) لذلك من حق الجميع أن يسعوا سوياً لأجل حلول ممكنة تضمن أكبر قسم ممكن من الحقوق، وتأجيل ما لا يمكن تحقيقه اليوم إلى فترة لاحقة تتواجد فيها مؤسسات دولة القانون".

 

ووصف "حاج بركو" اعتذار وحدات حماية الشعب بـ "الخطوة المهمة رغم تأخرها".

 

وقال الروائي الكردي حليم يوسف: "أشارك عوائل الضحايا حزنهم، وكم هو محط احترام وتقدير أن يقبل الطرف الأكثر تضرراً وهو عوائل الشهداء بحل، بعيداً عن أجندات الأطراف السياسية".

 

وطالب "جميع الأطراف والشخصيات بالمساهمة في تمهيد الطريق أمام المصالحة ودعم الاستقرار المجتمعي".

 

واعتبر محمد شيخموس، وهو عضو مجلس السلم الأهلي التابع للمجلس الوطني الكردي في سوريا، أن " هؤلاء الشهداء ليسوا شهداء عوائل، إنما هم شهداء الشعب الكردي بأكمله، ونريد أن يحصل هؤلاء الشهداء على حقهم سواء عبر الاعتراف أو الاعتذار من ذويهم، ولأجل المصالحة لا بد من تقارب الطرفين".

 

وأضاف "شيخموس" أن الطرفين مطالبان حالياً بالنظر إلى القضية من وجهة نظر "أخوية" وحلها.

 

 من جانبه قال عمر كيلو، وهو شخصية مجتمعية مستقلة من عامودا، إن "خطأً قد وقع ولا يمكن تفادي أخطاء الماضي اليوم، لذلك لا بد لنا أن نجلس ونصل إلى حل".

 

وذكر "كيلو" حوادث "الاقتتال الأخوي" التي حدثت في الماضي في إقليم كردستان العراق والتي حلت فيما بعد، "فالكرد قتلوا الكثير من بعضهم البعض، لكنهم اليوم يتشاركون كل تفاصيل حياتهم".

 

وكان المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب نوري محمود قد اعتذر من ذوي الضحايا، عبر تسجيل مصور نشره المركز الإعلامي للوحدات في الذكرى السابعة للحادثة.

 

ووصف بيان صدر عن عائلات الضحايا نهاية الشهر الفائت المبادرات الأخيرة بـ "الإيجابية"، في إشارة إلى المبادرة التي قام بها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي الذي كلّف لجنة من سكان المدينة للتوسط والتواصل من أجل عقد صلح بين العوائل ووحدات حماية الشعب.

 

لكن البيان الموقع باسم "عوائل شهداء الكرامة" طالب بمحاكمة القادة العسكريين والسياسيين ممن كانوا يشغلون مناصب إدارية في ذلك الحين، رغم أن المطالب المعلنة سابقاً كانت تتضمن "تقديم اعتذار علني لسكان عامودا وعوائل الضحايا، والاعتراف الرسمي بتحمل مسؤولية الحادثة، والاستعداد لبذل التعويض المادي والمعنوي للعوائل واعتبار الضحايا "شهداء" رسمياً، لهم الامتيازات الخاصة بـ "شهداء قسد" نفسها.