للمرة الأولى.. السريان يحتفلون بعيد "مار توما" بعيداً عن مدينة سري كانيه
الدرباسية – ريم شمعون/شربل حنو – نورث برس
احتفل سريان مدينة الدرباسية شمال شرقي سوريا، الجمعة بعيد "مار توما" في كنيسة "مار إسّيا" وسط المدينة، بدلاً من إقامة طقوسهم كما اعتادوا عليها خلال السنوات الماضية، في كنسية "مار توما" بمدينة سري كانيه، كونها تخضع حالياً لسيطرة القوات التركية والفصائل المسلحة التابعة لها.
وأقام الأب ميخائيل يعقوب كاهن كنيستي "مار توما" بمدينة سري كانيه وكنيسة "مار إسّيا الحكيم" في الدرباسية، للمرة الأولى صلاة خاصة بمناسبة عيد القديس "مار توما" في الدرباسية بعيداً عن كنيسته في سري كانيه، بعد الاجتياح التركي لها أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.
وقال الأب ميخائيل يعقوب لـ "نورث برس"، "لم يبق في مدينة رأس العين سوى أربع عوائل مسيحية، والوضع لا يسمح لنا بالذهاب وإقامة الصلوات، فقد خرجنا منها مرغمين، لذا قررت إقامة عيد مارتوما هنا في الدرباسية".
وشهدت مدينة سري كانيه في تشرين الأول/اكتوبر العام الماضي هجوماً من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة، أدى إلى تهجير معظم سكانها، بينهم الكثير من العوائل المسيحية.
وكانت المدينة قد تعرضت لموجة تهجير أولى أواخر العام 2012، عندما شنت فصائل من المعارضة الموالية لتركيا هجوم للسيطرة على المدينة، لكن وحدات حماية الشعب استطاعت إخراجها بعد نحو 8 أشهر.
وأضاف الأب ميخائيل يعقوب: "تبرعت لاستلام كنيسة مار توما في مدينة رأس العين، بعد هجرة كاهن الكنيسة نتيجة دخول الجيش الحر للمدينة آنذاك، وكنت أقيم الصلوات بشكل مستمر منذ خمسة أعوام ونصف لحين الاجتياح التركي الأخير للمدينة".
وقالت اليزابيت ملكي من رعايا كنيستي "مار توما" و"مار إسّيا" عن استيائها لعدم قدرتها على زيارة كنيسة "مار توما الرسول" يوم العيد، "هذا هو العيد الأول الذي لا نستطيع حضوره في كنيسة مار توما، ونحن نشعر بالحزن والأسى لذلك".
وأضافت لـ نورث برس"، "كنا نتواجد كل عام في مدينة رأس العين للاحتفال بعيد القديس، وقد أقامت رعية كنسية مار توما الصلاة الأخيرة في المدينة قبل الاجتياح التركي بثلاثة أيام".
وتمنت "ملكي"، الاحتفال مجدداً في كنيسة مار توما بمدينة سري كانيه، "قلبي تملأه الحسرة من أجل العودة مرة أخرى لإقامة الصلوات في كنيسة مار توما، كي أُعيد كل الرعية بهذا العيد".
وتسيطر القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة منذ أواخر العام الماضي على مدينتي سري كانيه وتل أبيض بعد اجتياحها في تشرين الأول/أكتوبر، في حين تتهمها منظمات محلية ودولية بارتكاب جرائم وممارسة انتهاكات واسعة النطاق بحق المدنيين.