إجراءات جديدة من الإدارة الذاتية لمواجهة "كورونا".. والحظر سيكون بـ"آليات مختلفة"
الرقة – مصطفى الخليل – نورث برس
عقب تحذيرات أطلقتها منظمة الصحة العالمية مؤخراً، حول امكانية عودة انتشار فايروس كورونا بعد رفع إجراءات الحظر وعودة الحياة إلى طبيعتها في معظم بلدان العالم، تتجه الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الجديدة لمواجهة احتمالية تفشي الفيروس مجدداً، سيتم الاقرار بها خلال شهر آب/أغسطس القادم.
وتنتاب شريحة واسعة من سكان المنطقة مخاوف من أن تؤدي أية إجراءات جديدة، إلى فرض حظر قد يفضي إلى توقف أعمالهم مجدداً لفترات طويلة، ما سيزيد من حالة التدهور المعيشية، التي تصاعدت مؤخراً لدى العائلات ذات الدخل المحدود، على خلفية استمرار انهيار الليرة السورية.
"حتى المشافي والسجون"
وقال الدكتور عيد الجبر نائب رئيس هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لـ "نورث برس" إن الإجراءات الجديدة ستشمل كافة قطاعات الحياة من مشافٍ ومستوصفات وبلديات وحتى في السجون.
وأضاف: "هي مجموعة من القرارات واللوائح التنفيذية منها تجهيز مخبر طبي، ومراكز حجر صحي بطاقة استيعابية تصل إلى /1000/ سرير، موزعة على مناطق شمال وشرق سوريا".
وبحسب " الجبر"، فأن مراكز الحجر الصحي التي تم تجهيزها من قبل الإدارة الذاتية، تنقسم لثلاثة أقسام وفقاً لدرجة الإصابة بفايروس كورونا والتي قد تختلف من شخص لآخر.
وكانت هيئة الصحة قد أعلنت في 29 نيسان/ أبريل الفائت، عن تسجيل حالتي إصابة بفيروس كورونا المستجد، بعد ظهور نتائج اختبارات أجريت لهما من قبل الفرق الطبية المتخصصة، لكنها عادت وأعلنت عن شفائهما مؤخراً.
حظر "بآلية مختلفة"
وأشار المسؤول في هيئة الصحة إلى أنه سيعاد فرض حظر التجول والإغلاق ولكن بآلية تختلف عن الحظر الذي فرضته الإدارة الذاتية اعتباراً من 23 آذار/مارس لغاية 16 حزيران/يونيو من العام الحالي.
ورغم الاستثناءات التي وردت في القرارات السابقة ولكن كان لها "منعكسات سلبية" على بعض الفئات في المنطقة عموماً، وخاصة على أولئك الذين يعانون أساساً من قلة فرص العمل.
"معابر مغلقة"
وأقر المسؤول أن "اجراءات الحظر السابقة كانت مربكة لمؤسسات القطاعين العام والخاص"، إضافة إلى أنها "انعكست على كافة مناحي الحياة في شمال شرقي سوريا، في حين أن الإدارة تعمل على استصدار قرارات جديدة لا تؤثر على سير الحياة اليومية للسكان في شكلها المعتاد".
وبالنسبة لقرار إغلاق المعابر الحدودية، قال نائب رئيس هيئة الصحة "سيبقى القرار مستمراً، وقد يصل إلى درجة الإغلاق الكامل".
"تراجع التغطية الإعلامية"
ومن جانبه طالب هاشم الأحمد المسؤول الإعلامي في الإدارة الذاتية، وسائل الإعلام العاملة في شمال شرقي سوريا إلى ضرورة العودة إلى تسليط الضوء، على مخاطر فيروس كورونا وكيفية الوقاية منه.
وأشار إلى أن وسائل الإعلام لعبت دوراً كبيراً في توعية الناس من خلال تكثيف تقاريرها وأخبارها وما تناولته من مواد صحفية حول مخاطر انتشار "كورونا"، ولكن بعد رفع الحظر في 16 حزيران/يونيو، توقفت الصحافة في التركيز على مخاطر عودة الفيروس إلى المنطقة.
وتشير تقارير محلية إلى أن التزام السكان بقواعد التباعد الاجتماعي أثناء فترة الحظر الذي أقرته الإدارة الذاتية "كان مقبولاً" رغم وجود بعض الخروقات ما بين الحين والآخر، ولكن ما إن رفع الحظر حتى "عادت الأمور إلى طبيعتها وكأن شيئاً لم يحدث".
ويلاحظ حالياً في أسواق شمال شرقي سوريا عودة الازدحام بدون التقيد بمعايير السلامة العامة أو التباعد الاجتماعي التي تدعو إليها المؤسسات الصحية في المنطقة.
"غياب المساعدات الأممية"
ومن جانبه وصف دحام السطام من مؤسسة "إنشاء مسار" وهي منظمة مدنية غير حكومية تعمل في مدينة الرقة، عمل منظمات المجتمع المدني أثناء فترات حظر التجول بـ "الضعيف"، بسبب أنها "لم تتلق الدعم الكافي" للتصدي للفيروس بشكل مناسب حسب قوله.
وقال إن عمل المنظمات اقتصر فقط على حملات توعوية وتوزيع "بروشورات" وعقد ندوات وإلقاء محاضرات وتوزيع كمامات ومعقمات، كونها انطلقت من مبادرات فردية، على حد تعبيره.
وفي وقت تطالب فيه المنظمات المدنية والمؤسسات الصحية في شمال شرق سوريا بتقديم الدعم للقطاع الصحي والتحذير من احتمالية حدثو كارثة إنسانية في حالة عودة موجة جديدة لانتشار جائحة كورونا، لا يزال معبر تل كوجر/ اليعربية الذي كانت تستخدمه الأمم المتحدة لإيصال المساعدات لشمال شرقي سوريا مغلقاً بسبب اعتراض روسي صيني منذ أواخر العام الفائت.
ويطالب "السطام"، المنظمات والجهات الدولية المانحة، بضرورة تقديم الدعم اللازم للإدارة الذاتية ومنظمات المجتمع المدني لمنع عودة الفيروس إلى المنطقة مجدداً.
وفي وقتٍ سابق من شهر أيار/مايو الماضي، قالت الإدارة الذاتية، خلال مؤتمر صحفي في القامشلي إن الجهات التي وعدتهم بتقديم المساعدات الطبية لم تف بوعودها، في حين إن حكومة إقليم كردستان العراق "وحدها من قدمت المساعدة".
وسجلت رسمياً أكثر من عشرة ملايين و/700/ ألف إصابة بفيروس "كورونا"، أُعلن عن تعافي خمسة ملايين و /480/ ألفاً منها، فيما خلف الفيروس أكثر من /516/ ألف حالة وفاة في أنحاء العالم منذ أن ظهر في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي في مدينة "ووهان" الصينية.