مخيم "واشوكاني" في الحسكة.. درجات الحرارة المرتفعة وغياب الدعم يفاقم معاناة آلاف النازحين

الحسكة – جيندار عبدالقادر – نورث برس

 

على مقربة من مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، والتي تسجل في هذه الأوقات من السنة منذ ثلاثة أعوام درجات حرارة عالية على مستوى العالم، يقطن الآلاف من نازحي منطقة سري كانيه ممن تهجروا من ديارهم بعد الاجتياح التركي لمنطقتهم، في مخيم "وشوكاني" الذي يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، لتترك حرارة الصيف أثرها على صحتهم، خاصة أن الخيام مصنوعة من البلاستيك الرديء.

 

وتقول "أم محمد"، وهي نازحة من قرية الفيصلية بريف مدينة سري كانيه، وتقطن في مخيم واشوكاني /12/ غرب مدينة الحسكة، إن "خدمات المخيم ضعيفة ولا يوجد وسائل للتبريد في ظل موجات الحرارة المرتفعة خلال الصيف".

 

وسجلت مدينة الحسكة الاثنين الماضي، أعلى درجات الحرارة في العالم، بمعدل /50/ درجة مئوية، بحسب موقع " Worldweathertoday" المتخصص بالطقس والأحوال الجوية في العالم.

 

وتتساءل "أم محمد"، أثناء حديثها لـ"نورث برس"، وهي تحمل طفلتها الرضيع بيدها اليمنى: "إذا كنا نحن الكبار لا نتحمل هذه الحرارة فكيف لمثل هذه الطفلة الصغيرة أن تتحمله؟".

 

وتشير إلى ازدياد حالات الإسهال لدى النازحين مؤخراً نتيجة الحرارة المرتفعة، "الأطفال والكبار كلهم يصابون بالإسهال".

 

وتشكو النازحة من افتقار المخيم إلى وجود حافظات للمياه أو المأكولات وكذلك التبريد، "ليس لدينا مكان آخر نتوجه إليه في هذا الحر فلا نملك سوى هذه الخيمة".

 

وأدى الاجتياح التركي للمنطقة الممتدة بين مدينتي سري كانيه وتل أبيض شمال سوريا، في تشرين الأول/اكتوبر العام الماضي، عن نزوح ما يقارب /300/ ألف مدني من ديارهم وتوزعهم في مخيمات ومراكز إيواء وسط ظروف معيشية صعبة.

 

ومن جانبه يقول فاروق الخضر (31 عاماً) وهو نازح من قرية الطولان بريف سري كانيه وقد غطى وجهه بوشاح، "الجلوس والمكوث تحت الخيمة أمر مستحيل في ظل عدم وجود مراوح أو مكيفات، لذا قمت بفتح أحد أطراف الخيمة للتهوية".

 

ويذكر "الخضر" أنهم كانوا سابقاً يحصلون على سلل غذائية مرة واحدة في الشهر، أما الآن فيحصلون عليها مرة كل شهرين والتي تتضمن مواد غذائية وبقوليات، مشيراً  إلى أن "المياه في المخيم مرّة والحمامات متسخة وتفوح منها والروائح الكريهة".

 

وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قد نصبت المخيم على عجل عقب الاجتياح التركي في تشرين الأول/اكتوبر الماضي، بالقرب من بلدة التوينة /12/ كم غرب مدينة الحسكة، ليأوي ما يقارب /12/ نازحاً حالياً بينهم خمسة آلاف طفل.

 

ومن جهتها تنتقد ستيرا رشك الإدارية في مخيم واشوكاني، عمل المنظمات الانسانية، نتيجة نقص الدعم الذي تقدمه للنازحين. وتقول "الكثير من تلك المنظمات لا تعمل في المخيم بناءً على اعتبارات وارتباطات سياسية".

 

وتضيف "رشك"، "الحكومة السورية ترى أن هذا المخيم غير شرعي، وهؤلاء ليسوا بنازحين أو لاجئين، لذلك تمنع المنظمات الدولية المرخصة لديها من دخول المخيم".

 

وأعلنت المفوضية الأوربية، أمس الأربعاء، جمع مساعدات بقيمة  /7,7 /مليارات دولار خلال مؤتمر بروكسل، وذلك للتخفيف من أثر الأزمة الإنسانية التي يعاني منها ملايين السوريين الذين شردتهم الحرب الدائرة منذ تسع سنوات داخل وخارج البلاد، في حين لا يزال معبر تل كوجر/ اليعربية الذي كانت تستخدمه الأمم المتحدة لإيصال المساعدات لشمال شرقي سوريا مغلقاً بسبب الفيتو الروسي على إعادة فتحه.

 

وتتابع "رشك": "حالياً يوجد هنا /1862/ عائلة تعيش في أوضاع صعبة مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، والإدارة الذاتية لا تمتلك قدرات لتأمين وسائل للتبريد".