ماذا أنجزت بلدية الإدارة الذاتية في القامشلي عام 2023؟
دلسوز يوسف ـ القامشلي
اضطر محمد أحمد من سكان مدينة القامشلي، بمساعدة جيرانه، لردم حفرة أمام منزله خوفا من سقوط أولاد الحي فيها، وأشار إلى أن “المسؤولين يعبرون بمركباتهم الشوارع ويعرفون مدى سوء الخدمات”.
وفي مشهد يكرر نفسه، كشفت موجة مطرية الأسبوع الجاري هشاشة البنية التحتية في المدينة، حيث غمرت مياه الأمطار العديد من الشوارع، وسط تأخر المشاريع التي كان من المزمع تنفيذها ضمن خطة الإدارة الذاتية عام 2023.
مشاريع لم تنفذ
تعاني القامشلي، وهي إحدى أكثر المدن اكتظاظا بالسكان في شمال شرقي سوريا، ويقطنها نحو نصف مليون نسمة، من صعوبة وصول المياه لبعض الأحياء وسوء في الطرقات وشبكات الصرف الصحي التي باتت بالكاد تتحمل الكثافة السكانية، ما يثير انتقادات للبلدية.
ولم ينفِ بسام قاسو، الرئيس المشارك لبلدية الشعب في القامشلي، انتقادات السكان أثناء حديثٍ لنورث برس. وأشار إلى أنهم نفذوا 40 % فقط من مشاريع تعبيد الطرقات ومد الحجر المكسر والبقايا، بينما لازالت الأعمال قيد التنفيذ في أحياء علايا وقناة سويس وحلكو والهلالية والغربي.
وعلل الرئيس المشارك للبلدية، تأخر تنفيذ مشاريعهم بـ”الهجمات التركية” على المنطقة بالإضافة للوضع الاقتصادي والأمني.
وشنت أنقرة في الـ 5 من تشرين الأول / أكتوبر الفائت، هجمات عنيفة جواً على مناطق متفرقة في شمال شرقي سوريا، تسببت في دمار كبير بمصادر الطاقة والبنية التحتية.
وعقب هذه الهجمات، علقت مؤسسات الإدارة الذاتية أعمالها الخدمية، “مما أحدث تأخيراً في تنفيذ بعض المشاريع ضمن خطة عام 2023″، وفق “قاسو”.
وأضاف: “بادرنا لتشكيل لجنة طوارئ لصيانة الأضرار التي خلفها القصف التركي، بعد تعليق الأعمال الخدمية التي كانت مقررة ضمن خطة العام”.
موازنة غير كافية
خصصت الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، موازنة تقدر بأكثر من 470 ألف دولار أمريكي لتنفيذ مشاريع في المدينة هذا العام، والتي تضمن أعمال صيانة الطرقات وتعبيدها وتأهيل شبكات الصرف الصحي والمياه، بالإضافة لمشاريع صغيرة لتنظيم المدينة، وفق المسؤول.
وأشار “قاسو” أنهم نفذوا 6 مشاريع لتوسيع شبكات المياه في أحياء مثل الهلالية والغربي والعنترية وبعض مناطق متفرقة أخرى من المدينة. إلا أن الموازنة المحددة “قليلة والمدينة بحاجة لموازنة أكبر، لذلك البلدية تعمل وفق الإمكانيات المتاحة لديها”.
وتركزت أولويات البلدية في العمل على تأهيل البنية التحتية من الصرف الصحي والمياه هذا العام، على أن تكون مشاريعها للعام القادم “استكمالاً لهذه المشاريع في بناء بنية تحتية متينة”.