فاطمة خالد – الرقة
بعد عودته من لبنان في العام الماضي، بحث إسماعيل عن عمل كثيراً كان يود أن يعمل ضمن أي مجال يأتي منه ببعض المال ليستطيع تأمين احتياجات عائلته، رغم أنه تعلّم مهنة في بلد الاغتراب، إلا أنه لا يقوى على البدء بمشروعه الخاص كونه يحتاج لرأس مال لا يستطيع تحمّله.
وبعد بحث عن عمل لفترة طويلة، أُتيحت لإسماعيل مصطفى (35 عاماً)، وهو أحد سكان الرقة، فرصة ليتلقى التدريب في إحدى المنظمات غير الحكومية العاملة في مدينته، والتي تقدم الدعم للمشاريع الصغيرة بهدف توفير فرص عمل لأصحابها.
وبعد تسجيل اسمه في قائمة المتدربين لدى المنظمة التحق بالدورة التدريبية في أحد مراكز منظمة “الناس بحاجة” مع مجموعة من الشبان الباحثين عن تعلم مهنة جديدة ودعم لفتح مشاريعهم الصغيرة، تلقى “مصطفى” دورة تدريبية في مهنة الحلاقة التي كان قد عمل بها مسبقاً.
استمرت الدورة لعشرين يوم، تعلّم من خلالها الكثير من أسس العمل وكيفية مزاولة المهنة عن طريق مدربين مختصين في هذا المجال يعملون لدى المنظمة. وبعد انتهائه من التدريب قدمت المنظمة الدعم للرجل ليتمكن من مزاولة العمل.
زيادة فرص العمل
وتسهم المنظمات غير الحكومية في الرقة بتقديم فرص التعليم والتدريب للشباب، من خلال العمل على تطوير المهارات وزيادة فرص العمل، بتوفير التدريب وتقديم الدعم والمنح للمشاريع الصغيرة.
وإلى جانب سابقتها ساهمت “منظمة دووز” في تقديم الدعم لشبان، من خلال برامج تعليمية وتدريب مهني أشرفت عليها عبر عدد من الأخصائيين العاملين فيها لتقديم فرص العمل إلى أكبر عدد ممكن من الشباب وتقديم منح لهم لإقامة مشاريعهم الصغيرة.
إبراهيم المحمد (24 عاماً)، وهو من سكان الرقة، أحد المستفيدين من مشاريع المنظمة التدريبية في الرقة، تلقى التدريب في أحد مراكز المنظمة لمدة ستة أشهر.
يقول “المحمد” لنورث برس، إنه قدم أوراقه إلى المنظمة بعد نشرها إعلاناً عن افتتاح دورات تدريبية للراغبين بالحصول على فرصة عمل ضمن مشروع صغير يعتمده المتقدم ضمن مجالات ذكرتها في الإعلان.
أكمل “المحمد” وأقرانه التدريب لمدة 6 أشهر، ثلاثة منها في مركز التدريب والثلاثة الأخرى؛ في سوق العمل، تعلم من خلالها كيفية العمل في مشروعه بصيانة الهواتف المحمولة والقطع الكهربائية وبيعها.
وبعد انتهاء المدة المحددة من التدريب النظري والعملي، قدمت المنظمة منحة مالية للشاب ليفتتح محله الخاص في السوق القريب من مكان سكنه في منطقة الجزرة غربي الرقة ليكون مصدر دخل له.
عمل خاص
ومن جهته قال حسين الشهبر، وهو ميسر حماية في “منظمة دووز” في الرقة، إن المنظمة تعمل على مدار عامين على تقديم دعم للمشاريع الصغيرة من خلال برنامج “سبل العيش” ضمن سلسلة نشاطات المساحات الآمنة في التدريب المهني.
وأضاف لنورث برس، أن هذه المشاريع استهدفت عدداً من الشباب المتقدمين من ذكور وإناث على عدة دفعات، ضمت الدفعة الأولى منها حوالي 247 متقدم/ـة، وضمت الثانية، والثالثة منها 130 متقدم/ــة، في كل منها، منذ بدء المشروع في الرقة منذ عامين.
ويخضع المتدربون في المنظمة لدورة تدريبية مهنية، يقدمها مختصون في مركز المنظمة يتم من خلالها تلقيهم لدروس في المهارات الحياتية وكيفية التعامل مع سوق العمل المحيط، ليبدأ بعد ذلك بتلقي التدريب العملي ضمن ورشات ومحال يختارها لمدة ثلاثة أشهر، وفقا لميسر الحماية.
وتقدم المنظمة منحة مالية بقيمة 700 دولار أميركي للمستفيدين على دفعتين، نصفها بعد انتهاء التدريب النظري في مركز المنظمة، والنصف الآخر بعد الانتهاء من فترة التدريب العملي، إضافة لدفع بدل طعام وأجور في نهاية كل شهر من فترة التدريب.
ويتلقى فهد الحمود (19 عاماً) من سكان الرقة، تدريباً مهنياً في ذات المنظمة إذ استكمل الشاب فترة التدريب النظري، ليبدأ بالشق العملي في إحدى ورشات التمديدات الصحية في الرقة، والتي تكفلت المنظمة بتوفيرها كبيئة عمل مناسبة لمشروعه الذي قدمه مقترح عند التسجيل.
يقول “الحمود”، لنورث برس، إنه يطمح لفتح مشروعه الخاص بعد الانتهاء من فترة التدريب، وأخذ المنحة التي ستقدمها المنظمة دعماً لمشروعه، وذلك بعد اكتسابه الخبرة والمهارة اللازمتين للبدء بعمله الخاص “دون الاعتماد على غيره”.