ما دور منظمات المجتمع المدني بتحقيق الاستقرار في دير الزور؟

إيمان الناصر – دير الزور

يرى ناشطون وإداريو منظمات مجتمع مدني في دير الزور، أن للمنظمات دور كبير في تعزيز الاستقرار في المنطقة، عبر برامج تستهدف فئات المجتمع.

تقول أسماء الخضر، وهي ناشطة من دير الزور، إن للمنظمات دور كبير وإيجابي في استقرار المنطقة، وخصوصاً في الأحداث الأخيرة التي حصلت في دير الزور من خلال عقد عدة مؤتمرات واجتماعات وجلسات حوارية.

وتضيف أن دور المنظمات بمثابة حلقة بين الجهات الرسمية والسكان في دير الزور، لمناقشة الأمور الخدمية والمشكلات المجتمعية في المنطقة.

ويبرز دور منظمات المجتمع المدني في الأزمات والحروب لتحقيق الاستقرار في المجتمعات، حيث شهدت دير الزور توترات أمنية واشتباكات، وباتت الحاجة في مثل هذه الأزمات لتفعيل دور المجتمع المدني، “أكبر لتحقيق الاستقرار”.

تقول “الخضر” إن المجتمعات عملت على مشاريع عدة لتدعيم استقرار المنطقة في دير الزور، حيث قدمت مشاريع خدمية عدة ودعمت الكثير من المزارعين ومربي الماشية.

وتشير إلى أن للمنظمات دور فعّال في قطاعات التعليم والصحة، وجوانب ترتبط بتعزيز الاستقرار.

وتشهد دير الزور تردياً في الواقع الخدمي نتيجة الدمار الذي طال البنى التحتية خلال سنوات الحرب، ويقول مسؤولون، إن “الواقع الأمني يعيق عمل الكثير من المنظمات”، حيث تشهد المنطقة قلّة بعدد المنظمات العاملة.

من جهته يقول أحمد الشاهر، وهو مدير “منظمة تنمية بلا حدود”، إن سوريا بشكل عام وشمال شرقي سوريا على وجه الخصوص، “تتعرض لتحديات نتيجة الضغوطات السياسية والاجتماعية في المنطقة”.

ويضيف لنورث برس، أن منظمات المجتمع المدني وجدت في دير الزور من أجل تقليص هذه التحديات ودعم المجتمع المحلي والسكان الموجودين في المنطقة لا سيما ممن تأثروا في الحرب. 

ويشير إلى أن المنظمات بشكل عام كان لها دور في تعزيز الاستقرار ودعم السكان من خلال المشاريع في كافة المجالات سواء على صعيد قطاع التعليم أو الزراعة والخدمات الأساسية، خاصة بعد دخول مرحلة التعافي، حيث كان لهذا المشاريع الخدمية الدور الأكبر في تحقيق الاستقرار للسكان.

وكان لمشاريع التماسك الاجتماعي دور في الحد من الصراعات في دير الزور، كذلك مشاريع فض النزاعات والسلم الأهلي، وفقاً لـ “الشاهر”.

لكن مدير المنظمة، يرى أن تلك المشاريع كانت وفق ما هو متوفر، ولم تستهدف منظمات المنطقة كاملة بسبب قلّة عددها.

ويضيف أن المشاريع تقتصر حسب توجه المانحين، “هذا الأمر يعتبر سلبي”، وفقاً لرأيه، لا سيما أن المنطقة تحتاج لدعم كبير، إذ يعيق ضعف التمويل وتوجّه المانحين عن استهداف جميع فئات المجتمع.

فيما يقول عبد الرحمن العلي، وهو ناشط إعلامي بدير الزور، إن على منظمات المجتمع المدني “بذل جهد أكبر، واستهداف أكبر عدد ممكن من فئات المجتمع من حيث التوعية بأهمية الاستقرار، وتوضيح عمل السلطات الرسمية والعسكرية، ودورهم في بناء المجتمع”.

ويضيف “العلي” لنورث برس، أن دورها يبرز في احتواء النزاعات التي تحصل في المنطقة، ويرى أن لمنظمات المجتمع المدني دور فعّال في مواجهة الأحداث الأخيرة في دير الزور.

يشير “العلي” إلى ضرورة تكريس المنظمات جهودها لاستهداف الفئة الشابة وتوعيتهم لتحقيق استقرار ونمو اقتصادي وتطور اجتماعي، إذ إن “الخدمات والتطور مرهون بالاستقرار”.

وللنزاعات والصراعات في دير الزور دور كبير في تردي أوضاع المنطقة وكذلك تفكك المجتمع، فإن تظافر الجهود بين المنظمات والمثقفين والفئة الشابة، من شأنه أن يسهم في تحقيق أولى مراحل التقدم وهي الاستقرار، وفقاً لـ “العلي”.

تحرير: أحمد عثمان