حماة.. جزيرة هادئة في محيط مضطرب

حماة- سام الأحمد-NPA 
بالرغم من ضراوة المعارك في ريفها الشمالي القريب، وأصوات القصف وهدير الطائرات الذي تسمع في الشوارع والأحياء, تسير الحياة في حماة بشكلها الطبيعي المعتاد, فمنذ سبع سنوات ولليوم مازالت حماة مدينة هادئة وسط محيط مضطرب.
وتشهد مناطق ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي من 26 نيسان/أبريل المنصرم، اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات الحكومة السورية، والتي تتسع رقعتها يوماً بعد يوم وسط استمرار موجة النزوح من بلدات ريف إدلب الجنوبي إلى المناطق الشمالية.
 
تستمر الحياة في مدينة حماة على مقربة من المعارك، فالمدينة التي لاقت دماراً في الثمانينات، يبدو أنها غير مكترثة بمفرزات الحرب السورية حسبما يدلي به أهالي المدينة.
 
محمد خليل, من أهالي المدينة يقول لـ “نورث برس”: إن المعارك الدائرة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة  لم تجلب على البلاد سوى الموت والخراب “فجلبت الويلات ودمرت الحجر وقتلت البشر”.
وأشار إلى أن الحفاظ على المدينة واستقرارها وازدهارها ونشاطها التجاري الذي تشهده أسواقها ومحالها التجارية وتجنبها الدمار أولوية فوق أي اعتبارات.
ويستذكر محمد أحداث فترة الثمانينيات، وما قامت به جماعة الإخوان المسلمين في المدينة والرد من قبل الحكومة السورية، وما نتج عنه من دمار كبير في معظم أحياء المدينة، معتبراً أن “الثورة” ضلت طريقها وباتت رهينة بأيدي الدول الخارجية.
وقامت عوائل حماة وقاطنيها في ظل الأزمة السورية بتبني سياسية النأي بالنفس بالرغم من معارضتهم الشديدة للحكومة السورية وبالرغم من حدوث تظاهرات ضخمة مطالبة بإسقاط الحكومة السورية في ساحاتها الرئيسية في بدايات الحراك الشعبي في سوريا.
وبعد انتقال الحراك من التظاهر السلمي إلى حمل السلاح واحتدام المعارك في الأرياف الحموية لاسيما الشمالية والشرقية, اختار الأهالي ترحيل أبناءهم الشبان لخارج القطر تهرباً من الخدمة الإلزامية والاحتياطية والالتفات للأعمال التجارية والتنمية الاقتصادية .
حسب أهالي حماة, الأهم من الحرب هو الاستقرار والحفاظ على حالة الانتعاش الاقتصادي الذي تعيشه المدنية قياساً على باقي المناطق المحيطة بها.