دمشق.. إقالة مدير “لضعف الأداء” تثير الرغبة للمعاملة بالمثل مع الطاقم الحكومي برمته
ليلى الغريب ـ دمشق
أعفى رئيس الحكومة السورية، مدير عام السورية للطيران، وأرفق قرار الإعفاء معللاً السبب على غير العادة “بضعف الأداء”.
هذه العبارة أثارت الكثير من التفاعل وربما التعاطف مع المدير المقال، إذ إن هذا ينطبق على غالبية المدراء والوزراء، حسب قول البعض.
وبالتالي هذا يتطلب من الحكومة أن تطبق هذا المعيار على نفسها أولاً، وعلى بقية المدراء العامين دون استثناء أحد منهم لأسباب من بينها “ضعف الأداء”، حسب قولهم.
الإعلامي سمير زيدان (اسم مستعار) المختص في الشأن المحلي، لفت إلى التطور الجديد في أداء الحكومة، لأنها “هذه المرة ذكرت الأسباب للإقالة”.
في حين كانت القرارات تصدر بشكل تعسفي دون تعليل، ولكن ربما بعد الحديث في هذا الأمر من قبل خبراء إداريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عمد رئيس الحكومة حسين عرنوس، إلى إصدار القرار وتعليل الأسباب، ورأى أن الأسباب المذكورة أيضاً بدت تعسفية لأنها لا تخضع لمعايير.
وماذا عن البقية؟
أضاف المحامي أحمد علي، لنورث برس، أن تعبير إقالة مسؤول لضعف الأداء يمكن وصفه بـ”اللافت”، ولكن لو أن الأمر كذلك، “لكان يجب أن يقال نصف المسؤولين من مدراء ووزراء”، وتساءل أين يوجد قوة أداء في الصناعة أو الزراعة، أو المالية أو الاعلام أو الصحة؟ ألا يوجد مسؤولون يجب إقالتهم بسبب الفساد، أو السماح بالفساد؟
وقال المحامي، إن “هذا المدير مكلف وليس معين، وربما لم يمر عبر الحلقات المفروضة أو قد يكون غير مدعوم، ولم يزر الأعلى. أما القول بضعف الأداء فهذا تبرير معيب”، حسب رأي المحامي.
والتقت نورث برس مع عدد من العاملين في المؤسسة السورية للطيران، للاستفسار عن آرائهم عن سبب الاستقالة، وأشار أكثر من موظف، رفضوا ذكر أسماءهم، إلى أن “القصة لا تتعلق نهائياً بضعف الأداء، لأن هذا حال كل البلد”.
وأضافوا: “لكن هنالك قرارات تتعلق بتصفية المؤسسة وبيعها، وهذا ما لم يجد طريقه بسهولة مع هذا المدير، وأن هنالك خطة لتسليم شخص آخر أكثر مرونة”، حسب قولهم.
وذكر موظفون، أن “الرجل عمل بإخلاص لتسيير أمور المؤسسة، وسعى لبقاء شيء اسمه قطاع عام. وأنه لم يتجاوب كما ينبغي مع التوقيع على عقود التشاركية”.
يذكر أن هنالك مشروع لتوقيع عقود مع القطاع الخاص لاستثمار السورية للطيران، وهنالك الكثير من علامات الاستفهام حول بنود المشروع التي تنهي مؤسسة يقال عنها لها دور وتاريخ كبير.
أين الأهداف؟
اختصاصية في الإدارة، قالت إن قياس ضعف الأداء يتطلب وجود أهداف متفق على تحقيقها خلال فترة محددة، وعندما لا يحصل هذا يمكن أن يقال إن أداء المدير ضعيف.
ولأن هذا لا يحصل في أي من القطاعات والإدارات، بحسب الاختصاصية، “فيجب عدم إلغاء تكليف أحد، لأنه لا يوجد أهداف، أو إقالة الكثير من المسؤولين، لأن نسب الإنجاز عندهم تكاد تساوي الصفر”.
في حين لفت الخبير الإداري، عدنان عبد الرحمن (اسم مستعار)، إلى خطوات تحسين الأداء الإداري، وضمان تحقيق الأهداف الكثيرة الموضوعة، ومن بينها مثلاً “العمل على تحليل الأداء، ومعرفة أسباب ضعفه، وكذلك ضمان توفير الموارد اللازمة، وتحسين السياسات والإجراءات، وتصحيح الأداء”.