اسطنبول.. سوريون: الأتراك يرفضون تأجيرنا المنازل

اسطنبول ـ نورث برس

يواجه لاجئون سوريون في تركيا عموماً واسطنبول خصوصاً، مشكلة عدم قبول صاحب العقار التركي تأجير منزله لهم، حتى أن نسبة كبيرة منهم لدى سماعهم بأن الشخص المستأجر هو سوري يبدي امتعاضه وانزعاجه ورفضه السريع.

 

وبات هذا الأمر تتم ملاحظته بشكل جلي جداً في هذه الفترة خاصة خلال أزمة كورونا وما بعدها، إذ يعاني كثير من السورين من هذا الأمر ما يدفع بالعائلات أو حتى الشباب للمبيت عند أقارب لهم لفترة محدودة ريثما يتم العثور على منزل يوافق صاحبه التركي على تأجيره للسوري.

 

وقال اللاجئ السوري "عمر أبو خليل" الذي ينحدر من مدينة حلب ويقيم في اسطنبول ويعمل في ورشة للخياطة لـ"نورث برس" إنه "اضطر للسكن في سكن شبابي يضم ثمانية أشخاص مستأجرين منذ فترة طويلة منزلاً قديماً من أحد الأتراك، كونه يبحث عن منزل للإيجار والأتراك يرفضون تأجيره لأنه سوري رغم أنه مستعد لدفع الإيجار المطلوب والتوقيع على أوراق تثبت التزامه بدفع الإيجار الشهري".

 

وأضاف "أتقاضى /4000/ ليرة تركية في الشهر الواحد، ورغم ذلك فأنا مستعد لدفع نصف الراتب للإيجار والفواتير، لكن لا أدري سبب امتناع الأتراك عن تأجيرنا، وهذا الأمر جعلني أفكر بالانتقال لأطراف المدينة بحثاً عن منزل مناسب ويقبل صاحبه بي كسوري".

 

أما اللاجئ السوري "همام عبد القادر" والذي ينحدر من ريف اللاذقية ويقيم في اسطنبول أيضاً فقال لـ "نورث برس"، إنه "مضى علي /10/ أيام وأنا أبحث عن منزل للإيجار مؤلف من غرفة وصالة، وعندما أجد الإعلانات المنتشرة على أبواب المنازل في عدة مناطق، أحاول الاتصال بهم للسؤال عن مواصفات المنزل، ولكن بمجرد علمهم أنني سوري يكون الرد (إيف يوك) أي لا يوجد منزل، ومنهم من يغلق الهاتف بوجهي".

 

وبعد أن وجد اللاجئ السوري "ماهر دباك" المنحدر من مدينة إدلب ويقيم في اسطنبول، منزلاً مناسباً للإيجار عن طريق أحد المكاتب العقارية، إلا أنه وبمجرد وصول صاحب المنزل للمكتب "وعرف أنني سوري رفض تأجيري رغم أني عرضت عليه أجرة ستة أشهر سلف، إلا أنه قال يريد أن يؤجر المنزل لتركي ولا يريد إسكان أجانب فيه"، بحسب "دباك".

 

ويحاول بعض السوريين الحاصلين على الجنسية التركية والمتقنين للغة التركية، إيصال رسائل للأتراك عبر منصات التواصل الاجتماعي بأن السوري مثله مثل أي فئة أخرى، وليسوا جميعهم سيئين، بل يوجد منهم الطلاب والمدرسين والأطباء والصناعيين، كما في كل الدول، وإنما الظروف أجبرتهم ليكونوا لاجئين على الأراضي التركية.

 

وعن الأسباب الرئيسة وراء رفض الأتراك تأجير السوريين خاصة في تلك الفترة، قال الناشط المهتم بأمور السوريين في تركيا "إبراهيم إدريس" لـ "نورث برس"، إن "غالبية الأسباب ترجع إلى التصورات النمطية السلبية التي بناها الأتراك حول السوريين والتي ساعدت وسائل الإعلام التركية المعارضة بشكل خاص على ازديادها، بالإضافة إلى ذلك تجارب الأتراك السيئة مع العديد من العائلات السورية التي استأجرت بيوتاً ووقعت عقدها لمدة عام ثم غادرتها قبل انقضاء مدة العقد، أو بسبب امتناعها عن دفع الآجار بحجة عدم امتلاكهم للأموال".

 

وأضاف أنه "فضلاً عن الضرر الذي يلحقه بعض السوريين بالمنازل المؤجرة بعد مدة قصيرة من الجلوس فيها، إلى جانب جلوس أكثر من عائلة أو عدد أفراد كبير في نفس البيت، وهو الأمر الذي يرفضه الأتراك ويدعوهم للتفكير ألف مرة عند تأجير منازلهم خاصة عند سماع كلمة سوري أو "سوريالي" كما هي باللغة التركية".

 

وتابع أنه "لا بد من زيادة تحركاتنا كنشطاء مهتمين بأمور السوريين خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي لإيصال صورة إيجابية عن السوريين، وتغيير تفكير الأتراك السلبي اتجاهنا".

 

ويرى مراقبون أن مشاكل السوريين لا تقتصر على مسألة البحث عن منزل للإيجار وقبول الأتراك بهم أو رفضهم لهم، بل تتعداها إلى الحوادث الكثيرة التي ترتكب بحقهم والضغوطات التي تمارس عليهم لإجبارهم على مغادرة البلاد، وسط غياب الجهة الحقيقة الممثلة لهم والتي تدافع عنهم في وجه تلك الضغوطات.