دير الزور.. مطالبات أصحاب بساتين رمّان بدعم ووسائل لحفظ إنتاجهم
ماهر مصطفى – دير الزور
تراجع إنتاج بستان أحمد المزروع بأشجار الرمّان، إذ يصف إنتاج بستانه بـ “الضئيل”، خلال السنوات الماضية، فهو ورث البستان عن أبيه وأيضاً زراعة الرمان تعتبر ثقافة مرتبطة بسكان البلدة.
أحمد الخلف، مالك أكبر بستان رمان ببلدة السوسة شرقي دير الزور، شرقي سوريا، يشتكي من تراجع إنتاجية أشجارة وضعف الدعم المقدم لهم من قبل الإدارة الذاتية والمنظمات.
تشتهر بلدة السوسة بريف دير الزور الشرقي، بزراعة أشجار الرمان، ويعتبر رمان السوسة من أجود أنواع الرمان في الدول العربية، ويصدر عادة إلى دول الخليج بشكل كبير.
لكن في الآونة الأخيرة عانى أصحاب البساتين من قلة الدعم وصعوبة التسويق، الأمر الذي جعل الإنتاج يتراجع من حيث الكمية والجودة.

يقول “الخلف” لنورث برس، إن بستان الرمان الذي يملكه مصدر رزقه الوحيد، وكان بستانه في السابق ينتج كميات جيدة، بتكاليف بسيطة.
لكن حالياً، المزارعون لا يستطيعون تحمّل التكاليف الباهظة، بسبب غياب الدعم للمزارعين وعدم توفر المواد من أسمدة ومبيدات ومواد التعبئة والتغليف وغيرها في الأسواق.
بالإضافة لضعف حركة الشراء، حيث يباع الإنتاج محلياً، “لا نستطيع تسويقه إلى مناطق أخرى خارج حدود الإدارة الذاتية بسبب تكلفة أجور التسويق”، التي لا يستطيع المزارع دفعها.
وهذا الأمر يزيد معاناة “الخلف” وأقرانه، في ظل غياب سياسة التسويق، وتغليف وحفظ المنتجات الزراعية وتصديرها للخارج، لدى الجهات المعنية بالزراعة في الإدارة الذاتية.
ويضيف المزارع أن عدم تقديم مادة المازوت للمزارعين، تسببت في نقص عدد ريات الأشجار، في حين تتطلب شجرة الرمان رية واحدة كل أسبوع على الأقل.
وأدت قلّة الري إلى تراجع جودة الرمان. إضافة لعدم وجود أليات لحراثة البساتين، حيث تتطلب الأرض حراثة شهرياً لتهوية التربة وعدم نمو الأعشاب والشوكيات، بالقرب من الأشجار.
يناشد “الخلف” المنظمات الدولية والمسؤولين بتقدم الدعم الكافي لمزارعي الرمان في البلدة، من محروقات وكذلك وأسمدة وغيرها، كذلك تأمين برادات لحفظ الإنتاج، وتسويقه إلى الخارج.
وفي بلدة السوسة نحو 100 بستان رمان، كل واحد منها يحوي قرابة 300 شجرة وسطياً، وتعتبر زراعته ثقافة ارتبطت بالبلدة حتى بات يُنسب نوع الرمان لاسم البلدة، كما أنه يعتبر مصدر الدخل الأساسي لسكانها.
وكما سابقه، يقول إسماعيل العنفوص، وهو أحد مزارعي الرمان ببلدة السوسة، إن زراعة الرمان في بلدة السوسة أصبحت تتراجع سنوياً لعدة أسباب، أولها؛ غياب الدعم لأصحاب البساتين، إضافة لعدم قدرة أصحاب البساتين دفع تكاليف الموسم من حرث وأدوية ومبيدات وري وغيرها.
ويضيف لنورث برس، أن غالبية البساتين تضررت بسبب القصف والحرب التي دارت في المنطقة، فـ “الشجرة تحتاج لدعم كبير لتعود تنتج كما كانت سابقاً”.
يطالب “العنفوص”، المنظمات الدولية بالتوجه إلى بلدة السوسة وتقديم الدعم للمزارعين، بالإضافة لجلب برادات لتخزين إنتاج الرمان وحمايته من التلف إلى حين تسويقه.
وتغيب سياسة التخزين وتغليف المنتجات الزراعية وتصديرها عن المؤسسات الزراعية في الإدارة الذاتية، ما يحرمها عائدات كبيرة، تعود بالنفع على الإدارة ومزارعي المنطقة.
كذلك يعاني محمد الخضير، مالك بستان رمان ببلدة السوسة، كغالبية مزارعي البلدة من قلة الدعم وارتفاع أسعار الأسمدة والأدوية والمحروقات، يقول إن المزارع لا يستطيع تسديدها كون الإنتاج ضعيف، فيما يباع الرمان في الأسواق المحلية بأسعار بخسة لا تغطي المصاريف.
ويضيف، أن رمان السوسة كان من أجود أنواع الرمان، لكن “حالياً بدأت جودة الرمان تتراجع لعدة أسباب ضعف الأشجار لعدم قدرة المزارع ري الأشجار بالشكل الصحيح وتقديم الأسمدة المطلوبة، وحرارة الجو، والجفاف”، إضافة لتراجع أسعار الرمان كون جودته لا تسمح بتسويقه وبيعه خارج المنطقة.
ويطالب الخضير كباقي مزارعي البلدة، بتوفير الأسمدة والأدوية والمازوت ودعم المزارع بكل الاحتياجات، “حتى يستطيع المزارع النهوض من جديد وإعطاء الأشجار حقها لتعود قوية منتجة كما كانت”.