آردو جويد ـ حلب
حركت القوات الإيرانية قوة لها من العدة والعتاد العسكرية من مدينة حلب، شمالي سوريا، بعد تصاعد التوتر الحاد الذي شهده مؤخراً قطاع غزة مع إسرائيل.
وقال منسق يعمل في الترجمة، بين الحليف الإيراني وعناصر القوات الحكومية الحاملة للسلاح تحت مسميات عديدة للفصائل الإيرانية في سوريا، إن القوة الإيرانية تغير مواقعها بشكل مستمر خلال الأيام الماضية وفق مجريات الأحداث.
وأضاف المنسق الذي رفض الكشف عن هويته، في حديث لنورث برس، أن إيران قررت تعزيز وجودها في سوريا وتكثيف جهودها لدعم الفصائل المقاتلة معها في مناطق تواجدها.
نقل قوات عسكرية
منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وتنامي التوترات على الحدود بين سوريا والعراق، “تعمل قوات الحرس الثوري الإيرانية على دعم مواقعها العسكرية على طريق أثريا في الجهة الجنوبية الشرقية لمدينة حلب بتجاه وسط سوريا”، بحسب المنسق.
وشدد على أن قيادة القوات الإيرانية في حلب “دفعت نحو 2000 مقاتل من السوريين الذين يقاتلون ضمن صفوفها إلى قاعدة لها تسمى الملف، و(8000) في أرياف مدن حماة وبادية حمص ضمن منطقة السخنة والطيبة وصولاً لنقاطها في أرياف دير الزور”.
وتوقف حركة الملاحة الجوية بين الأراضي السورية ومطارات طهران بعد الضربات الإسرائيلية لمطارات حلب ودمشق في الخامس والعشرين من تشرين الأول / أكتوبر الماضي.
وتسعى إيران إلى تعزيز قواتها في مناطق تواجدها في سوريا من خلال الاستضافة التي حصلت عليها من قبل القوات الروسية في مطار تدمر العسكري الذي تسيطر عليه قوات فاغنر الروسية وتسعى من خلال موقعه الجغرافي، لتوريد السلاح والعتاد ونقل أفرادها من وإلى قواعدهم بين سوريا وإيران، بحسب المنسق مع إيران.
وأشار إلى أن القوات المنقولة من مدينة حلب إلى وسط سوريا في البادية، هي “لحماية طرق الإمداد الجديدة من مطار تدمر العسكري من هجمات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية داعش”.
والأسبوع الماضي، شن عناصر التنظيم عدة هجمات على القوات الحكومية ومجموعات “الدفاع الوطني” المتواجدة في البادية السورية وسط سوريا، حيث راح ضحيتها أكثر من 30 عنصراً ولا تزال الهجمات مستمرة بين يوم وآخر.
توتر إقليمي
أدى استمرار التوتر في غزة، ونشاط قيادة إيران في سوريا، إلى استغلال هذه الفترة لزيادة حضور إيران العسكري في سوريا، وذلك من خلال تعزيز قواتها في بادية مدينة حمص السخنة ومنطقة دير الزور في شرقي سوريا.
وتستهدف المجموعات التابعة لها في سوريا والعراق قواعد التحالف الدولي في شرقي سوريا رداً على الصراع الدائر في غزة.
وتصاعدت التصريحات من عدة مسؤولين في الحكومة الإيرانية، أن الدعم الدولي للحرب على غزة من شأنه إدخال “محور المقاومة” في حرب واسعة في المنطقة تمتد إلى اليمن وسوريا والعراق وجنوب لبنان الذي يشهد توتراً كبيراً مع جبهة إسرائيل وخسائر بشرية بين مقاتلين حزب الله اللبناني المدعوم من الحكومتين السورية والإيرانية ليكون الواجهة في الحرب بدلاً منهم لحفظ ماء وجه المحور”.
وقال رؤوف العلي، وهو محامٍ ومحلل في الشؤون السياسية بحلب: “هذه التصعيدات تثير مخاوف دول الجوار، خاصة مصر والأردن من توسع الصراع ومن امتداد نفوذ إيران وتهديداتها المحتملة. تعتبر إسرائيل حليفا قويا للتحالف الدولي وتدعو إلى التصدي للتوسع الإيراني في سوريا ودول الجوار”.
وبين “رؤوف” لنورث برس، أن “القراءة غير واضحة وفق المعطيات من التطورات، وعليه “تظل العلاقات الإقليمية مشددة ومتوترة، وذلك تحت وطأة التحركات العسكرية والتصعيدات الإيرانية في سوريا”. “ننتظر مشاهدة ما ستؤول إليه الوضعية في الأيام القادمة وكيف ستتعامل الأطراف المعنية مع هذا التصعيد الحالي.”
وأضاف “رؤوف”: “لم يعلق المسؤولون الإيرانيون رسمياً على هذه التحركات في حلب، لكنها تأتي ضمن سياق تصاعد التوتر في المنطقة بعد الأحداث الأخيرة في غزة”.
وفي الأسابيع الأخيرة، شهدت غزة تصعيدًا عنيفا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تسبب في سقوط العديد من الضحايا، بما في ذلك مدنيون بين طرفي القتال.
وأشار “رؤوف”، أنه “قد يكون تحرك إيران في حلب مؤشرٌ على مزيد من تصاعد الأحداث وغيرها من الخطوات التي قد تؤثر على الوضع الأمني في المنطقة بصورة عامة”.