“يصبون الزيت على النار”.. أزلامٌ لضباط الحكومة “يؤججون” الفتن العشائرية بدرعا
مؤيد الأشقر ـ درعا
شارك عبدالرحمن، في العديد من الجلسات لفض الخلافات العائلية في درعا، لكن ما أن تكون شارفت على الانتهاء والتوافق، يتدخل أشخاص ليسوا من الطرفين “ليصبوا الزيت على النار”.
عبد الرحمن الخلف، (56 عاماً) اسم مستعار لأحد وجهاء محافظة درعا، يقول لنورث برس، إن مجلس الصلح بين العائلات يأتي بعد الخلاف التي تتطور إلى اشتباكات يسقط فيها قتلى وجرحى بالإضافة لحرق للمنازل بين الطرفين.
ويواجه مجلس الصلح، الذي يتشكل من وجاء في المحافظة، إضافة للعائلتين اللتين حدث بينهما الخلاف، صعوبات في حل المشكلة “نتيجة وجود أشخاص لا علاقة لهم بالطرفين”.
تكون مهمة هؤلاء الأشخاص، بحسب “الخلف”، “إشعال الفتن ويتحدثون عن ضرورة التخليص على الطرف الآخر من خلال تجييش الشباب وحثهم على ضرورة عدم القبول بأي حل كان دون الثأر”.
وبعد التقصي عن خلفية الشخص المتحدث والذي يعمل على إشعال الفتن “يتبين أنه على علاقة مباشرة مع ضباط القوات الحكومية، التي لها مصلحة أن تبقى المنطقة مشتعلة ومشتته نتيجة هذه الخلافات العشائرية التي باتت منتشرة في محافظة درعا بشكل كبير”، بحسب “الخلف”.
وفي الفترة الأخيرة، شهدت محافظة درعا، خلافات عائلية غير مسبوقة، سرعان ما يستخدم فيها السلاح ويسقط قتلى جرحى.
وأشار محمد الخالدي، (54 عاماً) اسم مستعار لأحد أعضاء اللجان المركزية المفاوضة لضباط القوات الحكومية، أنه ومن خلال العديد من الاجتماعات مع الضباط في درعا وعلى رأسهم العميد لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري، “كان هناك نوع من التهديدات في إشعال المنطقة بأي طريقة كانت”.
وكانت التهديدات من قبل القوات الحكومية، نتيجة رفض مطالبهم وعلى رأسها تسليم المتخلفين عن الخدمة الإلزامية.
وأضاف “الخالدي” لنورث برس: “لكن لم يخطر في بالنا يوماً أن تصل تلك التهديدات إلى تجنيد أشخاص من شأنهم إشعال الفتن بين أبناء المحافظة والبحث عن خلافات قديمة وإشعالها من جديد”.
وتشهد درعا اليوم، انتشاراً للسلاح بشكل كبير وعشوائي، وهي أحد أبرز الأدوات التي يستند إليها ضباط القوات الحكومية، بأن “الخلافات ستتطور ويستخدم فيها السلاح ويكون هناك قتلى وجرحى، ومؤخراً ازداد عدد الخلافات في المحافظة عن السابق”، بحسب “الخالدي”.
ويستذكر “الخالدي” أحد الاجتماعات في نهاية عام 2018، بالتزامن مع بداية اتفاق التسوية مع ضابط برتبة عقيد يدعى محمد عيسى أحد ضباط الفرقة الرابعة، والذي قال بأنه سيعمل على أن “يُقتل الحوراني بأيدي الحوراني”، إشارة إلى خلق بيئة للاقتتال الداخلي وتجنيد أبناء المنطقة لملاحقة وقتل المطلوبين.
من جانبه تحدث عيسى الكيلاني (42 عاماً) أحد سكان ريف درعا الغربي لنورث برس، أن الخلافات التي تشهدها المنطقة بمعظمها “خلافات قديمة وتجددت بشكل مفاجئ، وعند التدخل يتبين أن هناك طرف ثالث عمل على إشعال الفتنة من جديد”.
وشدد “الكيلاني” على أن، من يعمل على إشعال الفتن “يتقصد أن تكون الخلافات بين عائلات كبيرة في المنطقة ليضمن حدوث اقتتال وسقوط قتلى وجرحى وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة”.
وأشار “الكيلاني” إلى أحد أبرز الخلافات في محافظة درعا مؤخراً في مدينة طفس بين عائلتين “الزعبي وكيوان” حيث سقط ما لا يقل عن 15 شخصاً بين الطرفين نتيجة خلافات استخدم فيها السلاح.