لماذا يصمت التحالف؟.. سؤال حيّر أُماً فقدت فلذة كبدها في استهداف تركي

ديرك

استغراب واستنكار، تخلل سؤال خانه، عن سبب صمت التحالف الدولي على استهداف ولدها فلذة كبدها رغم أنه كان يعمل كمنسق مع التحالف؟

تقول خانه سعدون وهي والدة شبلي، في حديث لنورث برس: “ابني كان يعمل مع التحالف الدولي وقاد الكثير من العمليات، وتم استهدافه أمام باب منزله عبر مسيرة تركية”.

بعد هذا الحديث تعود الأم للتساؤل مرة أخرى: إذا كان يعمل مع التحالف، إذاً لماذا لم يقم التحالف الدولي بحمايته. وحتى لم يقدموا لنا المساعدة على الرغم من وجود مخاطر مسبقة على حياته، فقد تم استهدافه قبلها وأصيب حينها”.

وخاض شبلي معارك عدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وكان يعمل منذ عام 2014 في غرفة العمليات والتنسيق مع التحالف الدولي، في إطار الجهود المشتركة التي تبذلها قوات سوريا الديمقراطية لملاحقة خلايا التنظيم في شمال شرقي سوريا، نقلاً عن المصدر.

وفي السابع والعشرين من الشهر الماضي، فقد محمد شبلي، وهو منسق علاقات في قوات سوريا الديمقراطية مع التحالف الدولي، حياته بقصف مسيرة تركية لمنزل قرب ساحة الحرية وسط مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا.

وأسفر القصف أيضاً عن إصابة الطفل أحمد شاهين 11 عاماً وأفين خليل 39 عاماً.



وتتحسر والدة شبلي على فقدان الشباب واستهداف تركيا لهم، وتقول: “نريد أن يتم وضع حد لهذه الطائرات، وأن يكفوا شرهم عن عائلتي وعن شعوب المنطقة بأكملها”، وتتساءل: إلى متى ستبقى المسيرات فوق رؤوسنا؟


تستذكر أفين مراد عبدو زوجة شبلي، ذلك اليوم الذي بدأ أوله بالفرح والسرور لينتهي بعد ساعات بحزن وألم الفراق.

“أحلام بسيطة”

ما كانت تخشاه “مراد” حدث، فلم تغنِ الحيطة والحذر عن القدر، تقول لنورث برس والحزن يغزو ملامح وجهها: “كانت أحلامنا بسيطة جداً، وهي الخروج معاً لمرة واحدة في السيارة خارج المدينة، لكن تحليق المسيرات التركية كان يقلقنا دوماً خوفاً على زوجي”.


تضيف: “في الصباح الباكر تناولنا الفطور مجتمعين كعائلة متكاملة، في مشهد نادرٍ وغريب وهو وجود شبلي معنا على المائدة، فقد اعتدنا غيابه عنا بسبب مهامه في قيادة التدريبات العسكرية مع التحالف الدولي رغم إصابته السابقة”.

 
وقال محي الدين خيركي، قيادي في “قسد”، لنورث برس، في تصريح سابق، إن تركيا استهدفت “شبلي” في وقتٍ سابق من العام الفائت، لكنه نجا من الحادثة وواصل مهامه في الدفاع عن المنطقة.

ونتيجة إصابته السابقة، كان يعاني “شبلي” من بعض الآلام وكانت حالته الصحية غير جيدة، تقول الزوجة.

ولكنه وبعد تناول الإفطار مع عائلته، خرج إلى ساحة المنزل، وما هي إلا دقائق قليلة حتى سمعت العائلة في الداخل صوت قصف قوي وقريب.

“خرجت. رأيت كارثة حلت وزوجي شبلي على الأرض قد فارق الحياة، وإلى جانبه طفلان مصابان من الحي وامرأة في الثلاثين من العمر”، تقول “مراد”.

وفارق “شبلي” الحياة، تاركاً خلفه 3 أطفال بالإضافة لزوجته وأمه وأبيه، “كان متعلقاً جداً بأطفاله”، تقول الزوجة وهي تفارق زوجها.

فقد توأميه

ولا تقل حسرة وألم الفراق عند الأب، فهو قد فقد توأميه، محمد شبلي، فقد ابنه الأول علي عام 2014، خلال معارك ضد مسلحين في ديرك، وقبل أيام يعزى بفقدان ابنه شبلي وهو الأخ التوأم لـ علي.

محمد وهو أب لـ 5 أبناء، ثلاثة شباب وابنتين، يقول لنورث برس: “كم هو عارٌ وغدرٌ أن تستهدف طائرة شخصاً أمام منزله وبين أولاده، وهي من المفروض ان تضرب دبابة او قاعدة وليس شخصاً وحيداً وبشكل غادر، لا يوجد أفظع من هذا الحدث وسيبقى في قمة الغدر”.

تحرير: تيسير محمد