نار الحرب الإسرائيلية ضد حماس هل تصل سوريا؟

غرفة الأخبار – نورث برس

منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تشهد منطقة الشرق الأوسط توترات، وجولات دبلوماسية أمريكية، وانعقاد اجتماعات لدول عربية.

في ذلك التاريخ، اقتحمت كتائب القسّام، الجناح العسكرية لحركة حماس، المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، أسفر اقتحامها عن مئات القتلى والمصابين وعشرات الأسرى من الإسرائيليين.

وعلى خلفية ذلك شنت إسرائيل حرباً ضد قطاع غزة، وقصفته بالطائرات والصواريخ ما أدى لمقتل وإصابات العشرات من الفلسطينيين.

على خلفية الصراع “المستمر والمتجدد” بين حماس وإسرائيل، استثمر “محور المقاومة”، الذي تتبناه إيران وحكومة دمشق وحزب الله اللبناني، الصراع.

تهديد ووعيد

سارعت إيران للتهديد والوعيد باستهداف إسرائيل وخلق مزيد من التصعيد في حال اجتياح قطاع غزة برياً، ووجهت “ضربات محدودة” لإسرائيل من الأراضي السورية، في حين يستهدف حزب الله اللبناني أيضاً نقاط المراقبة الحدودية.

لكن لم تدخل إيران المواجهة بشكل جدي، إذ تفسر تقارير إعلامية أن تهديدات إيران لـ “حفظ ماء الوجه”، لعرّاب محور المقاومة، في المقابل لم تستهدف إسرائيل إيران “بشكل صريح”، إذ وجّهت ضربات لمواقع حكومية، تقول إسرائيل إن إيران تستخدمها للتصعيد ضدها.

ومنذ بداية العام الجاري، استهدفت إسرائيل 44 موقعاً في مناطق دمشق بـ 78 ضربة، 15 منها طالت مطار حلب الدولي، و8 على مطار دمشق، وقصفت 4 مواقع لحزب الله اللبناني بـ 9 ضربات، 4 ضربات على مطار الضبعة العسكري بحمص وسط سوريا.

كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية 6 مواقع عسكرية، قالت إنها لإيران بـ 8 ضرابات، بالإضافة لاستهدافها 3 مواقع سكنية بـ 5 ضربات، وفق قسم الرصد والتوثيق في نورث برس.

كذلك تعرّضت ثمانية مواقع إيرانية للقصف، استُهدفت بـ 17 ضربة، من قبل طائرات مجهولة.

وفي الوقت الذي تخشى فيه مناطق أخرى في سوريا توسع حرب حماس وإسرائيل، لتطالها، قال مسؤول في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الأربعاء الماضي، إن الإدارة وقواتها العسكرية والأمنية “يقظة”، حيال توسع الصراع بين إسرائيل وحماس، للحفاظ على أمن واستقرار مناطقها.

ومنذ بدء الصراع في غزة بين حماس وإسرائيل، تعرّضت قواعد أميركية بشكل دوري لهجمات منسوبة إلى فصائل موالية لإيران، ما خلق مخاوف من امتداد الصراع إلى سوريا، لا سيما أن الولايات المتحدة الأميركية، تؤيد إسرائيل في حربها ضد حماس.

واستهدفت ما تسمى بـ”المقاومة الإسلامية” سبع قواعد أميركية 7 في سوريا والعراق بـ 20 ضربة، فيما استهدفت الفصائل الإيرانية، القواعد الأميركية في سوريا 8 مرات بـ 29 ضربة، كما أقدمت جهة مجهولة على استهداف 5 قواعد أميركية بـ 7 ضرابات.

“ستطال سوريا”

إلا أن إيران نفت مسؤوليتها عن الهجمات التي تتعرّض لها القواعد الأميركية في سوريا والعراق، في الوقت ذاته يستبعد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن امتداد الصراع بين حماس وإسرائيل إلى مناطق أخرى.

وفي ظل تصاعد وتيرة استهداف القواعد الأميركية، قال فنر كعيط، وهو نائب الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إن “شرارة الحرب المستعرة في غزة ستطال سوريا، ومناطق شمال شرقي سوريا بشكل خاص، والدليل على ذلك القصف الإسرائيلي لمناطق في الداخل السوري والمطارات السورية”.

وأضاف المسؤول في الإدارة الذاتية لنورث برس، أن “سوريا باتت ساحة للصراع والنفوذ لكثير من الدول سواءً لوجود التحالف الدولي؛ بقيادة الولايات المتحدة الأميركية أو التواجد الروسي والتدخلات الإيرانية والتركية”، وفقاً لقوله.

ورأى أن قصف فصائل موالية لإيران لقواعد التحالف الدولي بين الحين والآخر، يُنذر بتوسع الصراع في المنطقة، حيث ستحرك أذرعها لضرب الأمن والاستقرار في مناطق شمال شرقي سوريا.

وأضاف: “ما يحدث في غزة، سيكون له ارتدادات واسعة ومقلقة على منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وعلى مناطق شمال شرقي سوريا التي هي جزء من هذا المحيط”. وفقاً للمسؤول.

ويرى محي الدين شيخ آلي، وهو سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي، أن التنظيمات المتطرفة لا سيما تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، هي المستفيد الأول من حالة التوتر في الشرق الأوسط.

ويضيف، أن التنظيم ينتظر حالة الفوضى في سوريا، لا سيما في مناطق الإدارة الذاتية، للتحرك واستعادة عناصره من السجون ومخيم الهول، وفقاً لقوله.

ويشير إلى أن توسيع دائرة الصراع بين حماس وإسرائيل إلى مناطق أخرى، “ليس من مصلحة جميع الأطراف المتواجدة على الجغرافية السورية”.

والخميس الفائت، أعلنت الولايات المتحدة، تنفيذ غارة جوية ضد منشأة إيرانية في سوريا، رداً على الهجمات التي تتعرض لها مواقعها في سوريا والعراق.

وذكرت وزارة الدفاع الأميركية، أن الضربة جاءت بناءً على توجيهات الرئيس جو بايدن، واستهدفت منشأة في شرقي سوريا “يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له”.

 وشددت وزارة الدفاع في بيان، على أن الضربة “للدفاع عن النفس، جاءت رداً على سلسلة من الهجمات ضد أفراد أميركيين في العراق وسوريا من قبل الجماعات التابعة لفيلق القدس وللحرس الثوري الإيراني”.

والخميس الفائت أيضاً، أعلنت فصائل “المقاومة الإسلامية في العراق” استهداف قاعدة حرير العسكرية شمالي أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، بينما قالت جماعة الحوثي إنها أسقطت مسيّرة أميركية في اليمن، فيما حرض قيادي كبير في حركة حماس على شن المزيد من الهجمات.

والهجوم في أربيل يضاف إلى ما لا يقل عن 40 هجوماً شنته الفصائل الموالية لإيران على مواقع أميركية وللتحالف الدولي في سوريا والعراق منذ تفجر الصراع في غزة بين إسرائيل وحماس.

تصعيد واجتياح بري

فيما يستبعد صالح بوزان، وهو كاتب سياسي، التصعيد ضد القوات الأميركية، وربط التصعيد بالاجتياح البري لغزة، “سيزداد التصعيد من قبل الميليشيات الإيرانية وحزب الله على المواقع الأمريكية في كل من سوريا والعراق، أما إذا توقف الاجتياح ستميل جميع الأطراف إلى التهدئة، وهذا ما تريده الدول العربية وأغلب الدول الأوروبية والصين وروسيا”.

ورأى أن الاستهداف للقواعد الأميركية “لن يكون له تأثير كبير”، حيث ستبقى أميركا في المنطقة عسكرياً وسياسياً مادامت إيران وحزب الله يشكلان تهديداً لإسرائيل ويسعيان مع روسيا وتركيا لإضعاف النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.

وقال في تصريح لنورث برس، إنه “بعد هجوم كتائب القسام على إسرائيل، ستعتبر أمريكا أن هذه الكتائب العسكرية لا تقل خطورة عن داعش، وبالتالي سترسخ أمريكا وجودها العسكري في المنطقة ولا سيما في سوريا أكثر من السابق”. 

ومؤخراً قررت الولايات المتحدة إرسال جنود وتعزيزات إلى الشرق الأوسط، على خلفية تكرار الهجمات ضد قواعدها في سوريا والعراق.

إعداد وتحرير: أحمد عثمان