سوريون لاجئون وصحفيون يشتكون من الإجراءات المعقدة بإدارة الهجرة التركية

اسطنبول ـ نورث برس

 

شكا عدد من اللاجئين السوريين خاصة من يعمل في المجال الإعلامي  من الإجراءات المعقدة التي ما تزال إدارة الهجرة والجوازات التركية وخاصة في مدينة اسطنبول التركية تعمل على ممارستها، على الرغم من كل الوعود بخصوص استثناء الصحفيين من التعقيدات والروتين القاتل المتبع في مختلف الدوائر الرسمية التركية.

 

ولا يقتصر الأمر على العاملين في مجال الصحافة والإعلام من السوريين، بل يمتد ليطال حتى الأشخاص العاملين في مختلف المهن الحرة والذين يشتكون بدورهم من التعقيدات التي لم يوجد لها أي حلول حتى الآن.

 

نقل "الكملك"

 

وقال الصحفي المستقل "عدنان الحلبي"، من مدينة حلب، ويقيم في اسطنبول، لـ"نورث برس" إن "من أبرز مشاكلنا هي أن مجموعة من الصحفيين حتى الآن ليسوا قادرين على نقل "الكملك" من مدينة إلى أخرى"، علماً أن كثيراً من المسؤولين الأتراك بدائرة الهجرة أكدوا أنه يسمح لمن يحمل بطاقة صحفية بنقل "الكملك" بسهولة ودون تعقيدات، "ولكن عند الذهاب إلى فروع إدارة الهجرة بأي مدينة كانت نواجه بالتعقيدات والصعوبات وفي النهاية يكون الجواب بأن الأمر غير متاح حالياً".

 

وأضاف "الحلبي" أنه يوجد نسبة كبيرة من الصحفيين السوريين باسطنبول يعانون من هذا الأمر وسط غياب الحلول، "ناهيك عن المخاوف التي تنتابنا باعتبار أن وجودنا مخالف بالمدينة لأن (الكملك) التي نحملها صادرة عن مدينة أخرى".

 

حجز المواعيد

 

ولا تقتصر مشاكل الصحفيين السوريين على مشكلة نقل "الكملك" فحسب، بل تتعداها إلى مسألة حجز المواعيد عن طريق رابط خاص أعلنت عنه إدارة الهجرة سواء من أجل تثبيت ونقل العناوين أو من أجل أي أمور أخرى خاصة بالسوريين، إذ أن هذا الأمر محصور بالسماسرة ومعقبي المعاملات، بينما الشخص العادي يصعب عليه حجز أي موعد لإجراء معاملته الأمر الذي يجبره للجوء إلى هؤلاء السماسرة.

 

وقال "وائل المصري" ناشط إعلامي مصري يقيم في تركيا لـ "نورث برس"، إن إدارة الهجرة والفروع التابعة لها تطلق رابطاً لحجز المواعيد للسوريين لتيسير معاملاتهم "إلا أن الصدمة تكون في صعوبة الحصول على هذا الحجز ما يعني أن الرابط شكلي، ولكن عند ذهابك لأحد مكاتب السماسرة ومعقبي المعاملات فإن حجز الموعد يتم بسهولة لكن بعد أن تدفع مبلغ وقيمته /200/ ليرة تركي".

 

وأضاف "المصري" أن "هذا الأمر خاطئ جداً ويجب على الحكومة التركية منع التعامل مع السماسرة الذين يستغلون حاجة اللاجئ السوري، وزيادة عدد الموظفين لخدمة المراجعين العرب وخاصة السوريين".

 

وتابع أن "لسان حال اللاجئين السوريين في تركيا عموماً واسطنبول خصوصاً هو أنه مجرد ذكر دائرة الهجرة باسطنبول وغيرها فهذا يعني معاملة سيئة وانتظار طويل وأغلب المديريات تتعامل مع السماسرة".

 

مشكلة التنسيق

 

وشكا سوريون آخرون من مشكلة التنسيق بين الدوائر الرسمية التركية نفسها، وهذا الأمر ينعكس بشكل سلبي على سير المعاملات الخاصة بهم.

 

وفي هذا الجانب قالت اللاجئة السورية "أسماء الشامي" لـ "نورث برس"، إن "تجربتي مع الروتين القاتل وسوء المعاملة بالدوائر الحكومية التركية مريرة ومملة، فقد اضطررت لتحديث بياناتي بعد أن انتقلت من سكن لآخر، فبالإضافة لصعوبة الحصول على حجز موعد لذلك الأمر، تكون الصدمة الأخرى هي عدم علم دائرة الهجرة بأنك قمت بتثبيت بياناتك وتحديثها في دائرة النفوس، علماً أنه من المفترض أن يكون السيستم واحد وهناك شبك بين جميع الدوائر الحكومية، لتجد نفسك مجبراً أن تمضي وقتك ذهاباً وإياباً بين دائرة النفوس ودائرة الهجرة".

 

أما السورية "مي الحمصي" فقالت لـ "نورث برس"، إن "رابط حجز المواعيد الشكلي لا يمكن وصفه إلا أنه طريق لإذلال السوريين وإجبارهم على اللجوء للسماسرة، فقد طلب مني أحدهم /300/ ليرة تركية ليحجز لي موعداً من أجل تحديث البيانات، وفي كل مرة نحاول الوصول لأحد فروع إدارة الهجرة كالذي يتواجد في منطقة "بيازيد" باسطنبول، فأنك تواجه بمعاملة سيئة من الموظفين وخاصة الحرس على باب تلك الدائرة، إضافة لأن الجواب يكون دائماً (سيستم يوك)".

 

وأشارت "الحمصي" إلى مشاكل أخرى ومن أهمها استخراج إذن السفر بين المدن التركية وقالت إن "موضوع إذن السفر المفروض على السوريين بحد ذاته مشكلة، فقد بتنا نشعر أننا داخل سجن حيث أن كثيراً منا غير قادر على التوجه لمدينة أخرى لرؤية عائلته، فقد تقطعت أوصال السوريين بين المدن، ولا حول لهم ولا قوة".

 

ووصف اللاجئ السوري "إبراهيم بويضاني" من ريف دمشق في حديث لـ "نورث برس"،  إدارة الهجرة التركية بأنها "بؤرة فساد ونسبة من موظفيها معاملتهن سيئة جداً، إضافة للتنمر العنصري والطائفي ضد الأجانب في تركيا وخاصة السوريين".

 

وفي 13 تموز/ يوليو 2019، عقد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، ووالي اسطنبول علي يرلي كايا، ومدير هجرة اسطنبول رجب باتو، إضافة لمسؤولين أتراك آخرين، اجتماعاً خاصاً مع مجموعة من الصحفيين السوريين للاطلاع على أهم مشاكلهم بشكل خاص ومشاكل السوريين بشكل عام في تركيا، وكانت الوعود بأنه سيتم معالجتها بأسرع وقت ممكن، إلا أنه، وحسب لاجئين سوريين، لم ينحل سوى ما نسبته /1/% من مشاكلهم التي تتفاقم يوماً بعد يوم.