أضخم مضخات الريف الغربي للرقة خارج الخدمة

أنشأت الحكومة السورية قبل بدء الأزمة آذار 2011، محطتين لمياه الشرب على القناة الرئيسية (البليخ)، في ريف الرقة الغربي وهما محطة أبو جدي والزاهرة، اللتان ترويان أكثر من /85/ ألف نسمة.

تعرضت المحطتان للتخريب والتدمير، أثناء المعارك التي خاضتها قوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم الدولة الإسلامية للسيطرة على المنطقة.

تزود محطة أبو جدي أكثر من /20/ قرية بمياه الشرب، ويستفيد منها ما يقارب /15/ ألف نسمة، إلا أن تحصن مسلحي تنظيم الدولة فيها أثناء المعارك أدى إلى تدميرها.

ويعاني سكان هذه القرى من صعوبة في توفير مياه الشرب، خصوصاً أن مناطقهم صحراوية وبعيدة عن قنوات الري.

تحدث محمد العلي من أهالي قرية الكرمنجي لـ”نورث برس”، بأن بعد توقف المحطة عن العمل باتوا يعانون من صعوبة توفير مياه الشرب التي أصبحوا يشترونها من الصهاريج الجوالة بأسعار مرتفعة.

 

ولفت العلي إلى أن تلك الصهاريج إضافة إلى غلاء سعرها، فهي غير موثوقة “لانعرف مصدرها، وتسببت ببعض الأمراض وخصوصاً للأطفال، كالإسهال والإعياء”.

ويحذر محمد العلي من تفاقم المشكلة في حال لم تبادر الجهات المعنية والمنظمات المختصة بسرعة إلى تأهيل محطة أبوجدي لتوفير مياه معقمة.

وتتبع محطة أبو جدي إدارياً لمؤسسة مياه الشرب في مدينة الطبقة، وعن أسباب تأخر تأهيلها يوضح المهندس أحمد الأحمد من مؤسسة المياه لـ”نورث برس” أن المحطة بحاجة إلى أربع مضخات بكلفة/25/ ألف دولار للمضخة الواحدة إلى جانب تكلفة البناء التي قد تصل إلى/30/ ألف دولار، لافتاً إلى أنه من المزمع أن يتم تأهيل المحطة خلال العام الحالي.

أما محطة الزاهرة فتعتبر أفضل حالاً، رغم تعرضها هي الأخرى لدمار جزئي نتيجة انفجار عربة مفخخة لتنظيم الدولة فيها.

قام مجلس الرقة المدني بإعادة تأهيل محطة الزاهرة بداية العام الماضي بدعم منظمة التدخل المبكر.

لكنها أيضاً لا تخلُ من المصاعب التي تواجهها، حسبما أوضح اسماعيل الحسن، المسؤول عن المحطة في حديثه لـ”نورث برس” قائلاً “نعاني من خروج خزانات التصفية عن الخدمة لعدم توفر مواد الفلترة بالمنطقة، فنعمل على تعقيم المياه بشكل مباشر عبر خزان كلور سعة ألف لتر، والذي يصب في الخزان الرئيسي للمحطة، كما نعاني من ضعف التيار الكهربائي”.

وبعد استلامها من قبل مجلس الرقة، قامت لجنة إعادة الإعمار بالعمل على تفادي جميع المشاكل السابقة وإصلاحها، بحسب المسؤول.

يضيف الحسن، إن المحطة تزود أكثر من /70/ ألف نسمة بالمياه، وبذلك تعد من أكبر المحطات لمياه الشرب في ريف الرقة الغربي، كما أنها تزود محطة عين عيسى بالمياه لتصل مياهها إلى قرية بغديك على الحدود التركية شمالاً.

 

وتتألف محطة الزاهرة من تسع مضخات رئيسية، باستطاعات مختلفة، على مساحة /2500/ م2، وعلى ثلاث جهات، شمالاً عين عيسى، وغرباً قرية الدروبية، وجنوباً قرية رويان ومزرعة تشرين.

وأوضح اسماعيل الحسن أنه يتم تشغيل المحطة حالياً على التيار الكهربائي، لكن بسبب ضعف التيار، يقول متابعاً “نشغل المحطات بشكل متناوب على الجهات الثلاث لخطوط الضخ”.

يذكر أن هناك العديد من المضخات في ريف الرقة لازالت بحاجة للصيانة كي تعود إلى العمل.