لا تزال طفلته تنتظر عودته.. مكافحٌ للمخدرات صار ضحية قصف تركي
هاوار هبو ـ ديرك
تواصل طفلته، التي اعتادت على وجوده بجانبها دائماً، السؤال عن موعد عودته، فهي لا تعلم أنه ذهب إلى غير رجعة، فالقصف التركي اختار خوين، ليكون أحد ضحاياه في أقصى شمال شرقي سوريا.
كانت الطفلة متعلقة بوالدها كثيراً، وهو كان يحبها، فمنذ تزوجه كان يأمل أن يكون أول مولود له، طفلة، بحسب كلام الزوجة.
تكابد روان، وهي الزوجة والأم، الأمرّين، فهي تعاني صعوبة فراق زوجها خوين ريج، الذي قضى بقصف تركي استهدف أكاديمية مكافحة المخدرات في ريف ديرك، وتواجه صعوبة التكتم على الأمر وإخفاء الإجابة الحقيقية عن غياب خوين، أما ابنتها ذات العامين.
وفي الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، استهدفت طائرات حربية تركية أكاديمية مكافحة المخدرات في قرية حمزبك بمنطقة كوجرات في ريف ديرك، راح ضحيته 29 عضواً في الأكاديمية وأصيب 28 آخرون، حسب بيان رسمي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
خوين ريج تمي (26 عاماً) من قرية ميركا ميرا كوجرات، من عائلة مكونة من 4 شباب و7 بنات، هو متزوج ولديه ابنه تبلغ من العمر سنتين، فقد حياته في قصف تركي في الضربة التي استهدفت مركز حمزبك، بعد 8 سنوات من عمله ضمن قوى الأمن الداخلي “الأسايش” بمهام مختلفة.
تقول روان محمد سليم الخلف، لنورث برس: “زوجي كان عاشقاً لعمله، وكان يغيب كثيراً لصعوبة تنقل عمله، وكان متعلقا كثيراً بابنته والآن تركها وحيدة معي. هي تساءل أين والدي لكن ليس لدي أي جواب لها، لا أريدها أن تتأثر كثيراً وتدرك أنه رحل”.
ورغم حزنها على فقدان زوجها، وهي تكابد مرارة الفراق، تقول: “أنا مفتخرة في اتخاذ خوين ريج طريق الحق والنصر، وسأرفع رأسي عالياً بزوجي الذي لطالما كان مخلصاً حتى في رحيله ولم يترك رفاقه الـ 28 الذين فقدوا حياتهم بجانبه”.
ولا يقل ألم الفراق عند محمد زكي والد خوين، فهو عاجز عن تحمل فقدان ابنه حياته، يقول: “ابني قضى أغلب أوقاته ضمن عمله في قوى الأمن الداخلي وهي قوة مدنية والتحالف على علم بهذا الأمر، لكن تركيا لا تعرف هذه الأمور وتستهدف المدني والعسكري”.
وبحسرة يضيف الأب لنورث برس: “بعد قرابة 3 أشهر من افتتاح دورة مكافحة المخدرات ووجود ابني من بينهم كإداري في الأكاديمية، وقبل أيام قليلة من الانتهاء، استهدف أردوغان الأشخاص المتواجدين، وتسبب بحرق قلوب أفراد 50 عائلة، وترك أولادهم وزوجاتهم دون سند”.
ويرى محمد زكي، أن من يدعم أردوغان في ارتكاب هذه المجازر، هم “روسيا وأمريكا لأنهما أصحاب القرار وهم ضد الإنسانية، لأن قوى الأمن الداخلي هي قوة مدنية ومرتبطة بالتحالف وتم استهدافهم في ظل الصمت الحالي”.
يروي علي، شقيق خوين، تفاصيل عن حياة أخيه، “كان يدرس الجيولوجيا في السنة الثالثة. حينها بدأت الأحداث في سوريا والمنطقة، ليكون أخي من بين المنضمين لقوى الأمن الداخلي”.
ويضيف لنورث برس: “تنقل أخي خلال فترة عمله بين العديد من الأقسام، آخرها كان إدارة الأكاديميات، وإدارة دورة لمكافحة المخدرات في قرية حمزبك بكوجرات، وقبل يومين من التخرج وانتهاء الدورة جرى الاستهداف التركي”.
ويتساءل علي: “لماذا تخرج الدوريات الروسية والأمريكية عندما تكون المنطقة هادئة، وتختفي عندما تستهدف الطائرات التركية المنطقة؟
ويرى أن هذا الأمر “دليل على تورطهم في هذه الأحداث وما جرى أخيراً في حمزبك بكوجرات”.