ارتفاع سعر المازوت والحراثة يثقل كاهل مزارعي كوباني

فتاح عيسى – كوباني

مع بدء تحضيره لزراعة أرضه هذا العام للموسم الشتوي، يجد صالان أن أجور الحراثة “باهظة” في ظل ارتفاع التكاليف الأخرى للموسم.

يقول صالان عثمان (45 عاماً) وهو مزارع من قرية كيكان، شرقي كوباني، إن المزارعين بدأوا فعلياً بحراثة أراضيهم الزراعية استعداداً للموسم الزراعي، إلا أن تكاليف وأجور حراثة الأراضي تثقل كاهلهم.

ويشتكي المزارعون في كوباني، شمالي سوريا، من ارتفاع أجور حراثة الأراضي الزراعية مع بدء موسم الزراعات الشتوية، فيما يعزو أصحاب الجرارات الأمر، إلى عدم منح الإدارة الذاتية مخصصات من مادة المازوت لأصحاب الجرارات، وارتفاع سعر مادة المازوت “الحر” في المنطقة.

تكلفة باهظة

يضيف “عثمان” لنورث برس، أن حراثة كل هكتار مروي تكلف نحو ستين دولاراً، منها ثلاثون دولاراً للحراثة الأولية، وعشرة دولارات للحراثة في المرحلة الثانية، وعشرة دولارات لتخطيط الأراضي، وعشرة دولارات لزراعة البذار بالجرار الزراعي.

وتكلفة ستين دولاراً لكل هكتار من أجل الحراثة تعتبر ثمناً مرتفعاً بالنسبة للمزارعين، ويعود سبب ارتفاع أجور الحراثة لارتفاع سعر المازوت، وفقاً للمزارع.

ويرى أن تخصيص كميات من مادة المازوت للحراثة بسعر 525 ليرة للتر، وتسليمه لأصحاب الجرارات، يساهم في تخفيض أجور الحراثة على المزارعين.

لكن عدم منح المزارعين مخصصات من مادة المازوت للحراثة، أو عدم منحها لأصحاب الجرارات، يؤدي لارتفاع تكاليف وأجور الحراثة، وذلك سيثقل كاهل المزارعين، ويقلل من أرباحهم على عكس العام الماضي.

والعام الماضي كانت تكلفة حراثة الأراضي وتجهيزها للزراعة أقل بمقدار النصف، حيث كانت حراثة كل هكتار تكلف أقل من 40 دولاراً، وكانت هناك مخصصات من مادة المازوت لحراثة الأراضي، يقول “عثمان”.

مطالب بتسلم مخصصات

يطالب “عثمان” بمنح المزارعين مادة المازوت ليقوموا بدورهم بإعطائها لأصحاب الجرارات كي لا تكون حجة لهم لرفع أسعار الحراثة، حيث أن أصحاب الجرارات يقولون إنهم يشترون مادة المازوت بسعر يتجاوز أربعة آلاف ليرة لليتر الواحد، وبالتالي سيخسرون في حال عدم رفع أجور الحراثة.

بينما يقول شيخو شيخو (31 عاماً) وهو مزارع من قرية كوربينكار جنوبي كوباني، إن ارتفاع تكلفة حراثة الأراضي تعتبر “مشكلة كبيرة وأساسية” للمزارعين هذا العام.

ويشتكي المزارع من عدم تسليمه مخصصاته من المازوت الزراعي هذا العام.

ويشير إلى أن المزارعين الذين لا يمتلكون جرارات زراعية، يعانون من صعوبة الحصول على جرارات تحرث أراضيهم بسبب عدم توفر مادة المازوت من جهة وارتفاع سعرها من جهة أخرى.

ويرى أن سعر مادة المازوت المخصص للحراثة يجب أن يكون نفس سعر مادة المازوت المخصص للزراعة، عبر تخصيص كميات من المادة لأعمال الحراثة.

ويقول “شيخو” لنورث برس: إن حراثة كل هكتار من الأراضي المروية تكلف بين ستين وسبعين دولاراً، بينما حراثة الأراضي البعلية تكلف بين خمسة وثلاثين إلى أربعين دولاراً بحسب طبيعة الأرض.

“المازوت سبب لارتفاع التكاليف”

يضيف “شيخو” أن كل هكتار يحتاج إلى نحو مائة لتر من مادة المازوت لحراثة الأراضي بجميع مراحلها، من أعمال الحراثة الأولية إلى زراعتها، وأن على الإدارة تخصيص كمية مائة لتر من المازوت لكل هكتار على الأقل.

ويوافق سابقه بأن وضع المزارعين في العام الفائت كان أفضل من العام الحالي، فكل عام يتم تخفيض مخصصاتهم من مادة المازوت.

ويطالب المزارع بأن تكون هناك مخصصات من مادة المازوت لحراثة الأراضي بشكل دائم، على أن تكون تلك المخصصات بسعر المازوت المخصص للزراعة.

من جهته، يعزو محمد علي (51 عاماً) وهو صاحب جرار زراعي من قرية نوردان جنوب كوباني، سبب رفعهم لأجور وأسعار الحراثة إلى ارتفاع سعر مادة المازوت، حيث يشتري أصحاب الجرارات لتر المازوت بسعر أربعة آلاف وثلاثمائة ليرة إذا توفرت في محطات الوقود.

ويضيف أنهم بدأوا حالياً بحراثة الأراضي البعلية، حيث يتقاضى أصحاب الجرارات مبلغ ثلاثين دولار لحراثة كل هكتار من الأراضي البعلية.

ويربط الرجل ارتفاع أجرة الحراثة بأسعار المحروقات التي يشتريها من السوق السوداء، حيث يحتاج كل هكتار بعلي إلى نحو خمسة وأربعين ليتراً من مادة المازوت، وسعر تلك الكمية لا يقل عن 200 ألف في السوق السوداء.

تواصلت نورث برس مع هيئة الزراعة في كوباني إلا أنهم رفضوا التصريح، باعتبار أن قرار تخصيص مازوت الحراثة يصدر من هيئة الزراعة في شمال وشرق سوريا.

تحرير: أحمد عثمان