شلل في الحركة التجارية بدير الزور بسبب مخاوف من استهداف تركي

إيمان الناصر – دير الزور

خلال الفترة الماضية تراجع عمل سليمان بشكل كبير، واضطر الرجل لتوقيف سيارته والجلوس في المنزل.

سليمان الخلف (49 عاماً)، من سكان قرية الحصان، غربي دير الزور، شرقي سوريا، يملك شاحنة نقل بضائع يعمل عليها، لكن منذ التصعيد التركي على شمالي سوريا مطلع الشهر الماضي، تراجع عمل الرجل.

وأثّرت الهجمات التركية ضد مناطق شمال شرقي سوريا، على حركة التجارة في دير الزور، حيث توقفت حركة الاستيراد، نتيجة مخاوف تجّار من استهداف بضائعهم.

المخاوف ذاتها دفعت “الخلف” للجلوس في منزله، إذ يخاف الرجل من استهداف سيارته التي تمثل مصدر رزقه.

كذلك للأوضاع الأمنية في دير الزور دور في توقف الرجل عن العمل، حيث يعمل بنقل مواد البناء.

ويتخوف تجّار من استمرار الهجمات التركية على شمال شرقي سوريا، حيث تسببت بشل الحركة التجارية في عموم المنطقة، ما سبب نقصاً في المواد وارتفاع أسعار، إذ انعكست تأثيرات الهجمات التركية سلباً على السكان.

ونتيجة الهجمات التركية والتصعيد خلال الفترة الماضية، وكذلك المخاوف من الاستهداف، تضررت تجارة حامد الحساني، من سكان قرية محيميدة، غربي دير الزور، حيث يملك الرجل محلاً لبيع الحديد.

طيلة الفترة الماضية لم تصل طلبيات الحديد للرجل، حيث احتُجزت طلبيته في المعمل دون أن تصل إليه.

ويتخوف الرجل من الخسارة لا سيما أنه وضع جزءاً كبيراً من رأس ماله لشراء طلبية حديد، إذ إنه لن يستطيع الشراء مجدداً في حال لم تصله.

يقول “الحساني” لنورث برس، إن الهجمات التركية المستمرة سبب يدفع لهجرة رؤوس الأموال، وعدم استثمارهم وفتح مشاريع في المنطقة.

وتعاني دير الزور من قلّة المشاريع الاقتصادية، بسبب عدم الاستقرار في المنطقة، كذلك قلّة التسهيلات وارتفاع الرسوم الجمركية على البضائع.

ويرى أحمد السعدون، من سكان قرية الصعوة، غربي دير الزور، أن الهجمات التركية أثرت “بشكل كبير” على الحركة التجارية، إذ إن غالبية المعابر تقع بمرمى الطائرات التركية.

ويتوقع الرجل أن تحدث أزمة معيشية واقتصادية في المنطقة نتيجة قلّة البضائع الواردة إلى دير الزور.

ويتخوف من ارتفاع أسعار السلع واحتكارها من قبل التجّار خلال الفترة المقبلة.

من جهته يقول علي العوفي، وهو مسؤول غرفة التجارة في دير الزور، إن حركة التجارة تضررت بشكل كبير في شمال شرقي سوريا، وخصوصاً في دير الزور بعد الضربات الجوية التركية التي استهدفت جميع المرافق والمنشآت المدنية من أهم موارد الطاقة والكهرباء.

وأضاف أن الهجمات التركية خلقت صعوبة في التنقل، ومخاوف أصحاب شاحنات النقل من الاستهداف.

وأشار إلى أن ضعف الحركة التجارية انعكس سلباً على السكان، إذ توقفت بشكل “شبه كلي” بسبب استهدفت حركة النقل، ما أدى لتدهور الوضع الاقتصادي في دير الزور.

كما أثرت الهجمات التركية على دخول المساعدات الإنسانية، لا سيما الموجهة للمخيمات، وفقاً لـ “العوفي”.

تحرير: أحمد عثمان