سكان في دير الزور يشتكون من انتشار مواد فاسدة تسببت بحالات تسمم
ماهر مصطفى – دير الزور
بات يهتم أحمد، بقراءة صلاحية المواد الغذائية عند شرائها، بعد أن تعرّض ابنه لتسمم غذائي.
أُصيب ابن أحمد المحل، وهو من سكان بلدة الشعفة شرقي دير الزور، بحالة تسمم غذائي، نتيجة تناول طعام معلب منتهي الصلاحية.
وتنتشر المواد الغذائية الفاسدة ومنتهية الصلاحية في المحال التجارية ومستودعات المواد الغذائية في دير الزور، والتي تسببت مؤخراً في عدة حالات تسمم، خاصة بين الأطفال في ظل غياب دوريات التموين.
يقول “المحل” لنورث برس، إن تشخيص الطبيب لحالة ابنه بأنه تعرّض لتسمم غذائي دفعه لقراءة تاريخ صلاحية علبة قشطة، كان ابنه قد تناول منها، وفي التاريخ تبين أنها منتهية الصلاحية منذ نحو شهرين.
ويضيف أن صاحب المحل التجاري الذي يشترون منه عادة، لم يكن لديه علم بانتهاء صلاحية المعلبات لديه.
ويشير الرجل إلى أن غياب دور التموين “السبب الرئيسي في انتشار تلك المواد”، مطالباً بتشكيل دوريات تموينية يومية ومصادرة المواد الفاسدة ومنتهية الصلاحية وإتلافها ومحاسبة باعتها.
“تشكل خطراً كبيراً”
ويشتكي غالبية سكان دير الزور من انتشار مواد منتهية الصلاحية بالإضافة لتلاعب بالأسعار، ويطالب السكان بتشكيل دوريات على المحال التجارية، وعدم الاكتفاء بالمخالفة المادية بل لا بد من تطبيق إجراءات قانونية تصل على السجن وإغلاق المحال.
كذلك يقول أدهم العبد، وهو من سكان مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي، إن انتشار المواد الغذائية الفاسدة ومنتهية الصلاحية في المحال التجارية “بات يشكل خطراً كبيراً على صحة السكان وخاصة الأطفال”، في ظل عدم وجود ضوابط تموينية، و”غياب الضمير لدى أصحاب محال تجارية”، على حد قوله.
ويضيف الرجل، لنورث برس، أن غالبية سكان المنطقة من “الطبقة الأمية” التي لا تجيد القراءة، وذلك لا يمكّنهم من معرفة تاريخ انتهاء صلاحية المنتج.
ويشير إلى تسمم أكثر من ثلاثة أطفال من عائلته في وقت سابق بعد تناولهم علبة شوكولا منتهية الصلاحية، حيث أقدم على رفع شكوى بحق صاحب المحل، لكن اقتصرت العقوبة على مخالفة مادية بسيطة، ويرى “العبد” أن التهاون في إجراءات العقاب “يشجع التجار على بيعهم منتجات فاسدة”.
ويتحدث سكان في دير الزور عن أن غالبية المواد منتهية الصلاحية تلك التي يستخدمها الأطفال، من شوكولا وبسكويت وغيرها.
حالات تسمم
من جهته يقول هاني الحسين، وهو طبيب داخلية في مدينة هجين، لنورث برس، إن الكثير من حالات التسمم تراجع عيادته، وغالبيتهم من الأطفال بسبب تناولهم أطعمة فاسدة.
ويضيف أن الشهر الماضي راجع عيادته فقط، أكثر من تسع حالات تسمم، “ناهيك عن الحالات التي تدخل المشافي والمراكز الطبية”.
ووفقاً لـ “الحسين” أن بعض المواد الغذائية قد تفسد وتسبب حالات تسمم قبل انتهاء صلاحيتها وهذا ما يجهله الباعة، إما لسوء التخزين، أو لتعرضها لدرجات حرارة مرتفعة.
بينما يتحدث إبراهيم الروام، وهو موظف في مكتب الضابطة التموينية في بلدية هجين بريف دير الزور الشرقي، عن جولات ودوريات يومية على المستودعات والمحال التجارية للمواد الغذائية، ومصادرة أي مادة فاسدة أو منتهية الصلاحية، وذلك بعد ورود بلاغات كثيرة من قبل الأهالي عن حدوث حالات تسمم بسبب تناول تلك المواد وخاصة بين الأطفال.
ويضيف لنورث برس، نعاني من مشكلة أن غالبية أصحاب المحال التجارية يخفون المواد منتهية الصلاحية في أماكن أخرى خارج محالهم والمستودعات، “ظناً منهم أن تلك المواد تصلح للتناول لعدة شهور بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها”، وفقاً لقوله.
ويشير إلى أنهم في حال ضبطوا مواداً مخالفة للمواصفات يصادرونها ويخالفون صاحب المحل، وفي حال تكرار المخالفة يتم تشميع المحل، وتتلف تلك المواد بحرقها في أماكن خاصة بعيدة عن المناطق الآهلة في السكان.
ونظم مكتب الضابطة التموينية في هجين أكثر من 300 مخالفة منذ بداية العام الجاري، وأغلق بالشمع الأحمر مستودعين للمواد الغذائية، ومن ضمنها أيضاً مخالفة باعة احتكروا مواداً وتلاعبوا بالأسعار، طبقاً لـ “الروام”.