“إتاوات سلب ونهب” .. زيتون عفرين مصدر دخل للفصائل المسلحة

عفرين ـ نورث برس

يقارن عبدو، بين الفرق الكبير في إنتاج أشجار الزيتون قبل عام 2018 وما بعده، ويرجع السبب في انخفاض الإنتاج إلى نزوح قسم كبير من سكان عفرين بسبب العملية التركية، وعدم عودتهم لتخوفهم من الملاحقات من قبل فصائل المعارضة الموالية لتركيا.

ويشير عبدو أبو جوان، وهو اسم مستعار لأحد سكان عفرين، إلى أنه ونتيجة لما سبق، تم إهمال أغلب بساتين الزيتون وعدم رعايتها وحراثتها ورشها بالمبيدات والأسمدة، وهو ما أدى لانخفاض كبير بالإنتاج.

ويضيف “أبو جوان”، في حديث لنورث برس، أن من الأسباب المهمة أيضاً، “استيلاء الفصائل على مساحات واسعة وعدم السماح لأقارب أصحاب أشجار الزيتون الاعتناء بها، بالإضافة لتقليم الأشجار للحصول على حطب وربما قطعها”.   

وبعد سيطرة الجيش التركي وفصائل مسلحة موالية له على منطقة عفرين وقراها، قامت هذه الفصائل بالاستيلاء على أراضي المدنيين وأملاكهم بعد تهجير أغلبهم خلال عملية غصن الزيتون.

وكان لبساتين الزيتون النصيب الأكبر من هذه الانتهاكات، كون أغلب أراضي منطقة عفرين مزروعة بأشجار الزيتون.

وسجل قسم الرصد والتوثيق في نورث برس، قطع ما يقارب 3664  شجرة زيتون, منذ بداية العام الجاري، وأكثر الفصائل المتسببة لهذه الانتهاكات فصيل الحمزات حيث قطع أكثر من  2632 شجرة أما فصيل أحرار الشرقية تسبب بقطع 680 شجرة وفيلق الشام قطع 554 شجرة و 272 من قبل السلطان مراد و 253 من قبل العمشات .

ووسط غياب الأمن والقانون، تم تقسيم منطقة عفرين لقطاعات عسكرية، يسطو كل فصيل على عدة قرى وبعض القرى تسيطر عليها عدة فصائل، مما أرهق المزارع وسط استغلال أرضه وسرقة محاصيل المدنيين بحجج واهية و تهم أغلبها العمل مع الإدارة الذاتية السابقة بعفرين.

ويتحكم بناحية بلبلة في عفرين، عدة فصائل منها “السلطان مراد، فيلق الشام، جيش النخبة، صقور الشمال، المعتصم”، ولكل فصيل قوانينه الخاصة من حيث فرض الإتاوات و الاستيلاء على الأراضي.

وتصل نسبة الإتاوات بين ٣٠% إلى ٥٠% للسكان الذين ما زالوا بهذه الناحية، أما النازحين، فأغلب أراضيهم تم الاستيلاء عليها من قبل المكاتب الاقتصادية التابعة للفصائل واستغلالها.

كما قامت الفصائل بهذه الناحية، بالاستيلاء على أغلب  معاصر الزيتون، ويتم تشغيلها لصالحهم ويعصرون فيها الزيتون المستولى عليه من قبلهم. 

وكذلك تسيطر على ناحية راجو، عدة فصائل “أحرار الشرقية، فيلق الشام، فيلق المجد، الفرقة التاسعة، فرقة الحمزة، لواء الشمال، لواء ١١٢، فرقة المنتصر، محمد الفاتح”.

وقامت هذه الفصائل أيضاً بالاستيلاء على أراضي النازحين، كما فرضوا إتاوات على السكان المتواجدين بقراهم، بنسب تصل ل٤٠% من إنتاج الموسم.

كما تتعرض أشجار الزيتون لسرقة ثمارها خلال المواسم من قبل عناصر الفصائل، بالإضافة لفرض نسبة تصل لـ5% على المعاصر، يتم احتسابها من المزارع الذي يعصر زيتونه.

ويسيطر على ناحية الشيخ حديد، فصيل العمشات بشكل رئيسي، ويفرض قوانين خاصة به، فقد حدد إتاوات على كل شجرة مثمرة بين ١ إلى ٣ دولارات، بالإضافة لفرض نسب بين ٢٠% إلى ٤٠% على المحاصيل التي أصحابها نازحون.

كما حدد الفصيل، مبالغ خاصة مقابل حراسة الأراضي خلال المواسم، وتقييد حرية عصر الزيتون وحصرها فقط بالمعاصر التي يسيطر عليها، بهدف الحصول على إتاوات من المعاصر عن كل إنتاج و كذلك منع بيع ونقل الزيتون لخارج مناطق سيطرته.

ناحية جنديرس  

وتسيطر فصائل “جيش الشرقية، لواء السمرقند، فيلق الشام، أحرار الشام، حركة الزنكي، فرقة الحمزة” على ناحية جنديرس، وتفرض على وكلاء أصحاب الأراضي إتاوات تصل ٤٠% من إنتاج المحصول، وعلى أصحاب الأراضي الذين مازالوا موجودين تبلغ نسبة الإتاوة بين ١٥% إلى ٢٥% حسب الفصيل.

وتتبع  فصائل “العمشات، محمد الفاتح، فرقة الحمزة، السلطان مراد، أحرار الشرقية، صقور الشمال، جيش النخبة”، في ناحية معبطلي، عدة طرق لفرض الإتاوات تصل بين ٢٠% إلى ٣٥% للذين تم تهجيرهم وبالنسبة للمتواجدين يتم فرض إتاوات تصل ل٢٠% على إنتاج المحصول.

كما يقومون بمنع عصر الزيتون إلا بالمعاصر الواقعة تحت سيطرة الفصيل الذي يتم جني الزيتون من قطاعه، وذلك لفرض إتاوات إضافية بالمعاصر.

ويقول حنان حسن، اسم مستعار لأحد سكان ناحية معبطلي، إن المشكلة الرئيسية التي تواجهنا خلال جني محصول الزيتون، هي “الضريبة الكبيرة التي يفرضها عليها فصيل العمشات، وتقدر ب3.5 دولار على كل شجرة، و12% على كمية الإنتاج و7% للمعصرة التي يحددها الفصيل”.

ويضيف لنورث برس: “بهذه الإتاوات تهبط حصتنا من مردود أشجار الزيتون لأقل من النصف، ناهيك عن المصاريف الأخرى المترتبة علينا من أجور العاملين”.

والأراضي التابعة لمركز مدينة عفرين، تكون عبارة عن قطاعات متداخلة من أغلب الفصائل المتواجدة بعفرين، حيث يتم فرض مبالغ مقابل الحراسة وكذلك إتاوات تصل لـ٣٠% على أراضي النازحين والسكان الذين ما زالوا مقيمين، تصل ل٢٠% مع إتاوات على المعاصر وبحسب نسبة الإنتاج.

وتتعرض الأشجار بهذه القرى لسرقة ثمارها قبل نضوجها، حيث قام معظم أصحاب الأراضي بحراستها ليلاً، أو قطف ثمار الزيتون مبكراً خشية سرقتها.

وتشهد ناحية شران، الأمر السابق نفسه، إذ تسيطر عليها فصائل “سلطان مراد، ملك شاه، فيلق الشام، جيش النخبة، الحمزات، تجمع الشهباء”، وتصل نسبة الإتاوات ل٣٥% من إنتاج المحصول للوكلاء وعلى السكان المتواجدين تصل النسبة إلى ٢٠%، بالإضافة للاستيلاء على الزيتون الذي لا يتم توكيل أقارب أصحابه فيه.

ويقول شيار علي، وهو اسم مستعار لصاحب معصرة بعفرين، إن “فصيل السلطان مراد، بات يتحكم بعملنا بشكل كبير، حتى في تسجيل القوائم والأدوار، كما فقد المزارعون الثقة، إذ يشككون في كمية الإنتاج من الزيت، لوجود عناصر من الفصيل ضمن المعصرة”.

ويضيف “علي”، لنورث برس: “تتركز وظيفة هؤلاء العناصر على مراقبة من يدخل للمعصرة، بهدف اقتطاع النسبة التي يفرضها الفصيل على أصحاب الزيتون”.

تحرير: تيسير محمد