من سجن إلى منبر للثقافة.. المركز الثقافي في الطبقة وتأثيره على الحركة الفكرية
أحمد الناصر – الطبقة
يرى عبد الله الرجا، وهو أحد المهتمين بالثقافة في الطبقة، أن الحركة الثقافية في المنطقة كانت محدودة، رغم الجهود لتطويرها.
ورغم محدوديتها، إلا أن لوسائل التواصل الاجتماعي دور في انتشار نتاج أي من مثقفي الطبقة، سواء كان شاعراً أم أديباً.
منذ تأسيس الإدارة الذاتية في الطبقة، شمالي سوريا، عملت على إنشاء مظلة جامعة للمثقفين، بدأت باتحاد المثقفين، لكن طيلة سنوات كان يحتاج مثقفو الطبقة مركزاً ثقافياً.
يعتبر المركز الثقافي في مدينة الطبقة المنبر الرئيسي للثقافة والمجمع للمثقفين والأدباء والشعراء والمهتمين بمجال الثقافة والفن.
وفي تموز/ يوليو الماضي، بدأت لجنة الثقافة والفن في الطبقة، بالعمل على إعادة ترميم القسم الغربي في مركز الطبقة الثقافي، والعام الماضي عملت اللجنة على ترميم مسرح المركز الثقافي.
دمار كامل
تعرّض المركز لدمار بشكل كامل، خلال سيطرة الفصائل المسلحة، وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الذي حوّله لسجن ومحكمة.
وفي الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، قال علي علايا، وهو الرئيس المشارك للجنة الثقافة والفن في الطبقة، إن نسبة الإنجاز في القسم الغربي بمركز الثقافة والفن، وصلت إلى 80 بالمئة، وسيكون القسم جاهزاً لاستقبال الزوّار “خلال شهر”.
يقول “الرجا” إن اتحاد المثقفين استطاع أن يدعم عدة أشخاص وينشروا كتاباتهم ورواياتهم وفق الإمكانيات المحدودة.
لكن للمركز الثقافي دور كبير في النهوض بالثقافة في الطبقة، لا سيما إذا ما تم تفعيله كاملاً، حيث يؤمن مكتبة، ومسارح تستطيع أن تحتوي المثقفين والمهتمين في الثقافة.
من جهته يقول علي علايا، الرئيس المشارك للجنة الثقافة والفن في الطبقة، إنه “في كل عام لدينا خطط سنوية لإعادة تأهيل كافة المراكز والمنابر الثقافية”.
ويضيف لنورث برس: “لدينا ضمن الخطة السنوية التي نعمل عليها، فعاليات وتأهيل المراكز الثقافية ومنها مركز ثقافي في بلدة المنصورة”.
“ضوء آخر النفق”
وفي تصريح سابق، قال “علايا” إنهم يهدفون لـ “إعادة ترميم كافة المنابر والمراكز الثقافية، لفتح مجال لكافة المثقفين وإقامة الفعاليات الثقافية بمختلف أشكالها”.
وبدوره، يرى القاص أنس شحاذة، أن الواقع الثقافي في الطبقة “مترهل”، ويعاني من “الجمود” وتهميش دور الشباب على عكس مناطق أخرى تستقطب مواهب، مع وجود مثقفين كبار.
ويقول لنورث برس، إن أكثر ما تعاني منه الثقافة في الطبقة، هو “التهكم والنضرة المجتمعية ومنع الفئات العمرية الشابة من التقدم والنهوض”.
ويضيف أن ترميم المركز الثقافي يساعد في نهوض الثقافة و”يشجعها”، ويقول: “المركز الثقافي قديم ومميز على مستوى سوريا”.
ويصف ترميم المركز أنه “ضوء آخر النفق”، مضيفاً أن إعادة التأهيل هي ترميم للحركة الثقافية ومفهومها أكثر منها بناء حجارة وتزيينها.
ويأمل “شحاذة” أن تترافق مع البنيان، ترميم الواقع الثقافي بمفهومه، والعمل على تنميته وإعادة الحركة الثقافي لما كانت عليها قبل الحرب السورية.