“صنع في تركيا”.. زيت زيتون سوريا “تسلبه” تركيا وتصدره عالمياً

مؤيد الشيخ ـ إدلب

يعتقد الخمسيني فادي النجم، أنه لن يتمكن هذا العام من وضع مؤنة زيت الزيتون لمنزله على الرغم من اعتياده منذ عقود على شرائها.

ويرجع “النجم”، وهو نازح من سهل الغاب غربي حماة ويقيم في إدلب، السبب إلى الارتفاع الكبير بأسعار المادة هذا العام، حيث سجل سعر العبوة الواحدة (16 كيلوغرام) ما يزيد عن 80 دولار أمريكي، وهو سعر قياسي في منطقة تعتبر الأكثر إنتاجاً على مستوى البلاد.

وتعتبر أسعار زيت الزيتون هذا العام في مناطق شمال غربي سوريا، الأعلى على مر السنوات العشر الأخيرة، حيث وصلت إلى أسعار قياسية قبل نحن شهرين متجاوزة المئة دولار أمريكي.

وكان يتوقع سكان أن تنخفض خلال فترة جني المحصول وعصره إلا أن ما حدث كان العكس، حيث أن سعر العبوة هو ضعف ما كان عليه في العام الماضي خلال فترة الموسم، وذلك نتيجة عمليات تصديره إلى تركيا وتهريبه إلى المناطق المجاورة.

وقال “النجم” لنورث برس: “أعرف الكثير من العوائل ذات الدخل المحدود كانت تشتري زيت الزيتون في الأعوام الماضية لكي تأكل حقيقةً الزيت والزعتر، لكن على ما يبدو حتى هذا الطعام لم يعد لتلك العائلات القدرة على شرائه، وسوف يضطرون للعودة إلى الزيوت المهدرجة”.

وأرجع حسان الزواوي، وهو صاحب إحدى معاصر الزيتون في إدلب، أسباب الارتفاع إلى “عمليات تصدير المادة إلى تركيا وتهريبها إلى مناطق سيطرة النظام السوري لتحصيل أرباح عالية”.

موضحاً أن الجميع لا يدري أن محاصيل الزيتون في الدول الأكثر إنتاجاً حول العالم مثل إسبانيا وإيطاليا وتونس وغيرها من الدول تعرضت لوباء أدى إلى تضرر الموسم بنسبة تزيد عن 70 بالمئة، مما يعني أن إنتاج الزيت انخفض بنسبة كبيرة في تلك الدول التي كانت تصدر إلى مختلف أنحاء العالم.

وأضاف الزواوي، لنورث برس، أن تركيا استغلت ضعف إنتاج الزيت حول العالم، وبدأت منذ منتصف هذا العام بشراء زيت الزيتون بأسعار عالية من التجار المتواجدين في إدلب وعفرين وغالباً ما يكونون تابعين للفصائل أو مقربين منها”.

وبدأت عمليات تصدير كميات زيت الزيتون “بشكل كبير”، وبدأ الطلب عليه يزداد في المنطقة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعاره بشكل خيالي، حيث ارتفع سعر العبوة من 40 دولار أمريكي إلى ما يزيد عن 100 دولار قبل أشهر، لينخفض مع بداية الموسم إلى نحو 85 دولاراً وهو أيضا رقم لا يزال خيالياً.

ويشدد “الزواوي”، على أن الفصائل والحكومات في المنطقة لن تستطيع إيقاف تصدير الزيت إلى تركيا، التي تبيعه لمختلف أنحاء العالم على أنه من إنتاجها، دون الإشارة إلى إدلب وعفرين.

ويضيف: “هذا التصرف من تركيا هو حقيقة ما سوف يؤثر مستقبلاً على المنطقة التي كانت تشتهر عالمياً في السابق بجودة زيوتها العالية، حيث أن تلك الشهرة سوف تنتقل إلى تركيا”.

ويعمل رامي الحلبي في إحدى الشركات التركية لإنتاج الزيوت، ويقول إن الشركة تستورد بشكل يومي كميات كبيرة من زيت الزيتون “وكوننا عمال سوريين يخبرنا السائقون أن هذا الزيت هو من عفرين وإدلب”.

ويضيف لنورث برس: “لكن عملنا يقتضي، إعادة تعبئته بعبوات خاصة معدة للتصدير تطبع عليها بالعربية والإنجليزية جملة صنع في تركيا”.

تحرير: تيسير محمد