"بوظة الصاج".. شاب في الرقة يذهل المارة بمنتجه اليدوي

الرقة- أحمد الحسن- نورث برس

 

على بسطة صغيرة قبالة دوار "النعيم" وسط مدينة الرقة، شمالي سوريا، يبدأ علي الحاج حسن (28عاماً) من سكان المدينة يومه بصنع البوظة "الآيس كريم" بطريقة مختلفة عما اعتاد عليه المارة الذين تبدو علامات الاستغراب على وجوههم حين يسمعون التسمية "بوظة الصاج".

 

وخلال أسبوعين فقط، استطاع البائع اكتساب شعبية بين سكان مدينة الرقة والذين راحوا يترددون عليها وخاصة في الفترات المسائية لشراء المثلجات المحضّرة يدوياً بالنكهة التي يرغبونها.

 

يقول عن مشروعه: "كان هدفي الأساسي هو نقل ما تعلمته إلى سكان مدينتي فالمثلجات التي تصنع على الصاج شيء جديد في الرقة".

 

وقالت عايدة الأحمد (45عاماً)، من سكان مدينة الرقة، إنها تأتي في كل مساء إلى "دوار النعيم" للترويح عن نفسها وتذوق المثلجات على الصاج.

 

وتضيف: " طعمها رائع، أصبح تناولها من أساسيات المشوار المسائي لدي".

 

وتعلم الشاب طريقة إعداد هذا النوع من البوظة خلال فترة تواجده في لبنان بين العامين 2011 و 2017، حيث يمكنه تقطيع الشوكولا والفواكه الطبيعية وخلطها وإضافتها إلى منتجه بحسب رغبة الزبائن.

 

وكان "الحاج حسن" قد توجه في العام 2011 إلى لبنان لدراسة "الحقوق" في جامعة لبنانية، لكن وبسبب الأوضاع المادية الصعبة اضطر للعمل هناك إلى جانب دراسته لتأمين مصاريف معيشته ودراسته، "عملت بأعمال مختلفة خلال أعوام تواجدي في لبنان، لكن بوظة الصاج هي أكثر ما لفتت انتباهي وأعطيتها اهتماماً كبيراً، لعدم وجود هذا النوع المثلجات في مدينة الرقة".

 

ويشير الحاج حسن إلى ازدياد الإقبال على المثلجات التي يصنعها، " أبيع بشكل يومي ما يقارب/400/ علبة، وهذا بحد ذاته إنجاز. لم أكن أتوقع هذا الإقبال، فلم يمضِ على افتتاحي للبسطة أكثر من أسبوعين".

 

وتباع كمية /400/ غرام من المثلجات التي يصنعها الحاج حسن على الصاج بـ/500/ ليرة سورية، "هذا المبلغ زهيد بالنسبة لكمية المواد التي أستخدمها في صناعتها ومقارنة بثمن المثلجات التقليدية والتي يباع كل/200/ غرام منها في المحال بـ/500/ ليرة".

 

وعن اختياره لموقع افتتاح بسطته، يقول البائع الشاب إنه كان يتابع أخبار مدينته أثناء سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عليها، وكيف تحول "دوار النعيم"  إلى رمز "للموت وللإعدامات الميدانية آنذاك"، لكن المكان ذاته أصبح حالياً مكاناً للترويح عن النفس في الفترات المسائية وهو سعيد لوجوده بين سكان مدينته الذين يستمتعون بأوقاتهم.

 

وقال عبد الهادي مهنّا (42عاماً) من سكان مدينة الرقة، "لفت انتباهي الازدحام في فترات المساء عند البسطة، الأمر الذي دفعني للمرور وتذوق مثلجاته، هذا النوع من المثلجات جديد في مدينة الرقة، كما أن اختياره للمكان مناسب جداً".

ويستمر" الحاج حسن" في استقبال زبائنه بوجه مبتسم وعبارات ترحيب، بينما يطمح لافتتاح محل لتوسيع عمله في صناعة "بوظة الصاج" في مدينته وتحقيق أرباح جيدة عبر مشروعه.