انتشار الزواحف والحشرات الضارة في مخيمات شمال إدلب وانتقادات لغياب الحلول

إدلب ـ رزان السيد ـ نورث برس

 

تعاني مخيمات النازحين شمال غربي سوريا من انتشار الزواحف والحشرات وزيادة أعدادها منذ ارتفاع درجات الحرارة الشهر الفائت، وسط انتقادات تحمل القائمين عليها المسؤولية في تجنيب النازحين مخاطر انتشار تلك الحشرات.

 

وكادت الطفلة رنيم العمر (ثمانية أعوام) أن تفقد حياتها، مؤخراً، إثر إصابتها بلدغة عقرب في قدمها اليسرى، لولا إسعافها وحصولها على المصل المضاد في الوقت المناسب.

 

ورنيم هي واحدة من مئات آلاف النازحين المقيمين في مخيمات "دير حسان" بالشمال السوري والمعرضين لمخاطر انتشار الحشرات وزيادة أعدادها، نظراً لطبيعة الأرض الجبلية التي بنيت عليها هذه المخيمات من جهة ولبيئة المخيمات ذاتها التي تفتقد للعوازل الأرضية ما يسمح بانتشار الزواحف والحشرات من جهة أخرى.

 

تقول والدتها إنها لاحظت خطورة اللسعة التي تعرضت لها ابنتها بعد رؤيتها العقرب الذي قام بلدغها حيث سارعت بإسعاف ابنتها لإحدى النقاط الطبية القريبة بأقصى سرعة.

 

"الأمر بات لايحتمل، فأعداد الحشرات هائلة هنا والأفاعي تملأ المكان، نحاول أن نكون حذرين ولكن الحذر لا يمكن أن يقي من المخاطر في هذه الخيام البالية".

 

وتشكل البيئة الرطبة وتجمعات مياه الصرف الصحي المكشوفة في المخيمات مكاناً ملائماً للحشرات والعقارب التي تنشط في ليالي الصيف، بينما يزداد خطر الإصابة مع غياب العوازل الأرضية خاصة بين الأطفال، ونادراً ما تفلح الاحتياطات المتخذة من قبل سكان تلك المخيمات من منع انتشارها.

 

وتعرضت المرأة الخمسينية "أم أحمد"، وهي نازحة من مدينة حمص وتقطن في أحد مخيمات "دير حسان"، للدغة عقرب وهي نائمة.

 

 وتقول إنها أحست بحرارة في يدها لحظة اللدغة، فلجأت لشخص في المخيم لديه خبرة بكيفية التعامل مع لدغات العقارب والذي قام بالإسعافات الأولية، ريثما يتم الوصول للنقطة الطبية لأخذ العلاج المضاد للسم.

 

وتشتكي أم أحمد، من الوضع الخدمي المتدني في المخيم وانتشار الحشرات التي لا يقابلها أي تحرك سواء من قبل المجالس المحلية أو منظمات المجتمع المدني أو "حكومة الإنقاذ" التابعة لهيئة تحرير الشام لتجنيب النازحين "هذه المخاطر".

 

ويأسف منير الحسن (٤٠عاماً) وهو مدير لإحدى مخيمات كفر لوسين لما آلت إليه أحوال المخيمات من تدهور وقلة اهتمام وخاصة فيما يتعلق بانتشار الحشرات.

 

ويقول لـ"نورث برس": "مع بداية فصل الصيف بدأت تظهر إصابات بلدغات الأفاعي والعقارب والحشرات الأخرى، وتواصلت بشكل شخصي مع الجهات الصحية والجمعيات الخيرية للحد من الظاهرة دون جدوى ودون أي استجابة من أي طرف كان، الأمر الذي دفع بإدارة المخيم لحض السكان على شراء مبيدات بأنفسهم ونشرها في أرجاء المخيم".

 

وتمكن النازح سامر العكل (٣٤عاماً)، والذي دخلت إحدى الأفاعي السامة إلى خيمته، من قتلها قبل أن تؤذي أياً من أطفاله الثلاثة.

 

وتبلغ أعداد النازحين المقيمين في مخيمات الشمال السوري حوالي مليون شخص موزعين على /1153/ مخيماً، بينها نحو /250/ مخيماً عشوائياً، بحسب فريق "منسقو استجابة سوريا" العامل في الشمال السوري، ويفتقر هؤلاء لأبسط مقومات الحياة الأساسية والخدمية يضاف إلى ذلك انتشار الأمراض وشبه غياب للرعاية الصحية.

 

ولجأ "العكل" الذي يقطن أحد مخيمات دير حسان، لاستخدام مادة القطران داخل خيمته وحولها إذ تعمل هذه المادة على طرد الحشرات وإبعادها عن المنطقة.

 

"ربما لا تكون مادة القطران وقائية بشكل جيد لكنها تبقى أفصل الحلول المتاحة".

 

وتمثل مشكلة النزوح وازدحام المخيمات مع نقص المرافق الصحية وتراكم النفايات، أبرز ما يعيق التخلص من الحشرات ويساعد على انتشار الأوبئة في عدة مناطق سورية وفقاً لإداريين في هذه المخيمات.