دير الزور – نورث برس
يصف علي وهو صاحب بستاني نخيل ورمان في بلدة شرقي دير الزور، دور المنظمات العاملة في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بدعم الزراعة بـ “الخجول”، وسط تردي الواقع الخدمي والزراعي في منطقته.
يشتكي علي السلوم (60 عاماً) من سكان بلدة السوسة شرقي دير الزور، من انعدام دعم المنظمات لزراعته وبساتين سكان المنطقة.
تشتهر بلدتي الباغوز والسوسة شرقي دير الزور، شرقي سوريا، بزراعة النخيل والرمان، وهي من أبرز المناطق المصدرة للتمور في سوريا، حيث يعتمد غالبية سكانها على مردود البساتين وتجارة التمور.
وتعتبر المنطقة الممتدة من هجين إلى الباغوز منطقة أشجار أبرزها النخيل والرمان، وتدرّ مردوداً مادياً جيداً لأصحابها، لكنها شهدت تراجعا ملموساً في السنوات الاخيرة بسبب غياب دور المنظمات عن المنطقة، بحسب مزارعين.
يضيف “السلوم” أن عمل المنظمات في المنطقة تركّز بنسبة 70 بالمئة على دورات الخياطة ودورات الحلاقة، ولافتات توعوية متناسين دور النخيل الذي يعد من تراث المنطقة ومصدر دخل للسكان.
يقول الستيني لنورث برس، إن النخيل ثروة لا تقدر بثمن وزراعته تحتاج للاهتمام في السنتين الأوليتين، وبدرجة أقل في الثالثة والرابعة؛ “حتى تصبح مرتفعة، وكلما ارتفع طولها تنزل جذرها للأسفل وبالتالي تبحث عن الرطوبة ولا تحتاج للماء”.
ويشير إلى أن المنطقة الصحراوية الممتدة من البوكمال إلى الرصافة في الرقة إلى تدمر، وتسمى بـ”المثلث الذهبي” أنسب الأماكن بسوريا لزراعة النخيل، لآن النخل يتحمل العطش، والبيئة الصحراوية مناسبة لزراعته.
وتضم الباغوز نحو عشرة آلاف شجرة نخيل، تعرضت ما يقارب 2500 منها للتلف والحرق، أو تضررت حين طالتها القذائف والانفجارات وشظاياها خلال المعارك سابقاً.
وتُزرع ملايين الأشجار في دول عربية كالسعودية والعراق، نظراً لأهمية النخيل، “إلا أن الشجرة مهملة في سوريا، بسبب قلة الدعم وضعف إمكانيات المزارعين، وقلة الاهتمام من الجهات المختصة بزراعته وتسهيل تسويقه”، يقول “السلوم” لنورث برس.
وتحتاج أشجار النخيل لنحو 20 رية في العام، على عكس المحاصيل الصيفية والشتوية، التي تحتاج ما بين 4-5 ريات، لكن وفقاً للستيني “العام الماضي قدموا لنا ريتين، وهذا العام لم يقدموا شيء”، وفقاً لقوله.
ويحمل الجهات المختصة والمنظمات مسؤولية دعم أصحاب البساتين بالمحروقات والأسمدة والأدوية، التي وصلت لأسعار تفوق قدرتهم الشرائية علاوةً على عدم توفرها وقلتها في الأسواق.
ويقول “السلوم” إن “التمر مؤونة البيت فيجب الاهتمام بهذا الصنف من الأشجار، وتسويقها وتصنيفها وتغليفها وتصنيعها ضمن علب أسوة بالدول الأخرى التي يوجد فيها معامل تغليف وتسويق”.
إذ إن الرجل يرى بدخول المنظمات وإنشاء معامل تصنيع دبس التمر وتغليفه وتسويقه بشكل صحيح، يساعد المزارعين لتفادي خسائر، وتكون تلك الزراعة مصدر دخل تدر لهم أرباحاً سنوية.
ويوجد أنواع للتمور في مناطق ريف دير الزور، أبرزها “زاهدي، خستا، لولو، أصابع العريس، بقلاوة” بحسب مزارعي النخيل.
وكما سابقه يشتكي محمد المنادي (65 عاماً) من سكان بلدة الباغوز، من غياب دور المنظمات والجهات المعنية في الإدارة الذاتية وتسويق إنتاجه الموسمي الذي يتكدس في كل عام في بيته بعدما يكتفي ذاتياً له وجيرانه.
وتشتهر مناطق ريف دير الزور الشرقي بزراعة البساتين، من رمان ولوزيات وغيرها، إلا أن أصحاب تلك البساتين يعانون في ظل انعدام الدعم، وإهمال المنظمات لزراعتهم.
يقول “المنادي” لنورث برس، إن الشجرة الواحدة من النحيل يمكن أن تُنتج “أكثر من 100 كيلو من التمر”، إذا ما توفرت لها المياه والأسمدة والرعايا الجيدة.
ويطالب المسن بضرورة دعم المزارعين ودخول منظمات تدعم وتستثمر في المنطقة، وإنشاء معامل لإنتاج دبس التمر وتغليفه وتسويقه في مناطق أخرى، نظراً لشهرة وجودة رمان ونخيل السوسة.