سياسيون: حرب إسرائيل وحماس تكشف الازدواجية التركية بين غزة وشمالي سوريا
القامشلي – نورث برس
رأى سياسيون ومحللون أن الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة الآن كشفت ازدواجية المعايير التركية في تصريحاتها حول ما تقوم به إسرائيل في غزة، وما تقوم هي به في الشمال السوري.
وتطرق سينان سيداي مستشار وزارة الخارجية الأميركية للشأن التركي، إلى “تناقض” الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول موقفه من الحرب في غزة وقصفه المستمر على شمالي سوريا.
وجاء حديث سيداي خلال استضافته في برنامج “واشنطن أونلاين” الذي تبثه شبكة نورث برس من العاصمة الأميركية، حول تداعيات الحرب بين حماس وإسرائيل على منطقة الشرق الأوسط.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، اندلعت اشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي بعد دخول حماس لعدة مستوطنات ما أدى لوقع المئات بين قتيل وجريح ومعتقل، شن بعدها الجيش الإسرائيلي هجوماً واسع النطاق على القطاع.
وأضاف سيداي أن “أردوغان قام بتقديم مجموعة من الخطابات منذ هجوم السابع من اكتوبر، وعبر عن قلقه أولاً ومن ثم تحدث عن الوساطة، والآن يصف ما تقوم به إسرائيل بالإبادة”.
وذكر أنه في الوقت نفسه “يدفع القوات التركية ليقوم بالقصف بشكل لا يميز بين عسكري ومدني في شمال شرق سوريا”.
واستهدفت تركيا خلال الشهر الجاري منشآت حيوية وبنى تحتية، أدت لفقدان عشرات المدنيين والعناصر الأمنية لحياتهم، وتسبب القصف بخسائر مادية قدرتها الإدارة الذاتية بملايين الدولارات.
وبيّن سيداي أن “أردوغان يلعب لعبة خبيثة اليوم لأنه يدرك بأن الغرب مشغول بما يحصل في إسرائيل وفي غزة، لذلك هذا شجعه على القيام بحرب عسكرية ضد أهداف كردية في شمال سوريا لأنه يعرف أن لا أحد يعطي الأمر أي اهتمام”.
وأشار إلى أن تركيا “تريد أن تلعب على الحبلين، فتريد أن ترضي الرأي العام المحلي التركي، وأن يظهر بموقف موال لحماس، ويعمل على التعتيم بشكل عام على الطبيعة الإرهابية لحماس، وأن يركب موجة التوجه القومي المعادي لإسرائيل والمعادي للسامية”.
وقال: “في الظاهر يبدو أن أردوغان يريد أن يحرض الرأي العام التركي ضد إسرائيل، لكن أيضاً ما يحاول فعله هو عدم حرق كل الجسور مع إسرائيل وذلك عبر تصوير نفسه كطرف وسيط”.
جبهة جديدة
بينما قال الكاتب والمحلل السياسي سمير التقي، إنه يمكن القول “بأن إسرائيل الآن تتجنب توجيه ضربات مباشرة تؤدي إلى فتح جبهة جديدة على حدودها الشمالية، ولكن بالمقابل على المدى الطويل ينبغي أن نتوقع أنه بعد أن تتضح معالم المعركة في غزة، لا شك أن إسرائيل سوف تبدأ بمعالجة الوضع في الشمال”.
وأضاف التقي في حديثه لنورث برس، أن “إسرائيل تلقت درساً مهماً جداً في وضعها الاستراتيجي وفي نظريتها الأمنية”.
ويعتقد أن “هناك الآن انهيار كامل لنظرية الأمن الإسرائيلي، وأنه سوف يتداعى ذلك على المواقف الإسرائيلية في كل الجوانب الاستراتيجية في الإقليم”.
وذكر أنه “سيؤدي ذلك حتماً إلى أن تبدأ إسرائيل في تغيير سياساتها، سواءً تجاه ما يسمى بقصف العشب الإيراني عن طريق القص المتواصل لموارد حزب الله القادمة عن طريق الأراضي السورية، أو في ما يتعلق بالدور الذي يلعبه حزب الله”.
وأشار إلى أن “المعادلة الجديدة لم تعد تحتمل في العقل الإسرائيلي، لذلك بالنسبة لسوريا في اعتقادي لن تفتح الجبهة الآن وسوريا في كل الأحوال ليست مستعدة لكي تكون جبهة تفتحها إيران، مبيناً أنه في حال فتحت جبهة ستفتح في لبنان وستظهر أعراضها في سوريا”.
وقال: “إسرائيل أصبحت تردك بأن سياسة قص العشب أصبحت سياسة مستعجلة وأن القبول بالسكين الإيراني على رقبتها أمرٌ لم يعد مقبولاً”.